تطهير عرقي

الجمعة - 15 سبتمبر 2017

Fri - 15 Sep 2017

أعلنت ميانمار أمس أنها لن تسمح لمسؤول أمريكي يعتزم زيارة البلاد بالذهاب إلى منطقة سبب العنف فيها نزوح ما يقرب من 400 ألف من مسلمي الروهينجا، فيما وصفت الأمم المتحدة ما يحدث بأنه «مثال نموذجي على التطهير العرقي».

وفر نحو 400 ألف من الروهينجا من ولاية راخين بغرب ميانمار إلى بنجلاديش هربا من حملة عسكرية أثارت تساؤلات حول انتقال البلاد إلى الحكم المدني تحت قيادة أونج سان سو كي الحاصلة على جائزة نوبل.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن من المقرر أن يصل باتريك ميرفي نائب مساعد وزير الخارجية إلى ميانمار مطلع الأسبوع لينقل مخاوف واشنطن ويسعى من أجل السماح بوصول المزيد من المساعدات إلى منطقة الصراع.

وقال مسؤولون في ميانمار إنه سيجتمع مع قيادات الحكومة في العاصمة نايبيتاو ويحضر كلمة توجهها سو كي للمواطنين.

وأضاف تين ماونج سوي المسؤول المحلي بولاية راخين إن ميرفي سيزور سيتوي عاصمة الولاية ويجتمع مع حاكمها لكن لن يسمح له بزيارة شمال الولاية، حيث اندلع الصراع في 25 أغسطس الماضي.

ولدى سؤاله عما إذا كان ميرفي سيذهب لمنطقة ماونجداو التي تقع في قلب الصراع الذي بدأ حين هاجم مسلحون من الروهينجا مواقع للشرطة ومعسكرا للجيش، مما أسفر عن مقتل العشرات أجاب «غير مسموح».

وأكدت ميانمار أمس أنها لا تمنع عمال الإغاثة، لكن متحدثا باسم الحكومة قال إن السلطات على الأرض ربما تكون لديها مخاوف بشأن الأمن.

وقال مراقبون لحقوق الإنسان وبعض الفارين من الروهينجا إن الجيش ولجان أمن أهلية من البوذيين في راخين شنوا حملة حرق عمد بهدف إجبار المسلمين على الفرار.

وقال شاهد عيان إنه تمكن من رؤية أعمدة الدخان الأسود تتصاعد فوق أراضي ميانمار أمس بينما قالت منظمات إغاثة دولية إن اللاجئين ما زالوا يتوافدون.

إلى ذلك، قالت المنظمة الدولية للهجرة أمس الأول إن ما يقدر بين 10 آلاف إلى 20 ألفا من لاجئي مسلمي الروهينجا يصلون بنجلاديش قادمين من ميانمار كل يوم.

وأفاد مدير العمليات والطوارئ بالمنظمة محمد محمود، للصحفيين في دكا «يتعين علينا تقدير السيناريو الأسوأ».

وأضاف «لا يمكننا أن نضع رؤوسنا في الرمال ونعتبر أن كل شيء سيكون على ما يرام».

وتابع محمود، أن أزمة الروهينجا «فاجأتنا جميعا. لم يكن أحد يتوقع عبور 400 ألف شخص الحدود إلى بنجلاديش، ولم يكن أحد جاهزا لتقديم الأغذية والمأوى والمنشآت الصحية».

ووفقا لصندوق الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، فإن نحو 60% من الـ 400 ألف لاجئ الذين تدفقوا إلى بنجلاديش هم من الأطفال.