سياسات قطر وإيران الداعمة للإرهاب في مرمى نيران جماعات حقوق الإنسان

الخميس - 14 سبتمبر 2017

Thu - 14 Sep 2017

واجهت قطر وإيران انتقادات حادة لدورهما في دعم الإرهاب في الشرق الأوسط، وسط دعوات بضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي إجراءات صارمة لوقف هذا الدعم لو أريد تحقيق الاستقرار في المنطقة وتجنب امتداد الفكر الإرهابي إلى أنحاء العالم.



وفي حلقة نقاشية نظمتها الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان في مقر الأمم المتحدة في جنيف، استعرض نشطاء حقوقيون أدلة ضلوع الحكومة القطرية في مساندة جماعات متطرفة والعمل على زعزعة الاستقرار في عدد من دول الشرق الأوسط بزعم الترويج للديمقراطية وحقوق الإنسان.



وقال المنسق العام للفيدرالية سرحان الطاهري سعدي، إن الحلقة "تنعقد في ظل ظروف دولية حساسة ومشهد أمني معقد يعصف بمنطقة الشرق الأوسط، سببه الأول الإرهاب الذي بالرغم من مواجهته بكل السبل، لا يزال يجد دعما ومساندة ليس من أفراد أو منظمات إنما من دول".



وقال إن هذا "أدى إلى تقويض المواجهة معه. وهذا الوضع حتم على عدد من دول المنطقة الوقوف في وجه الدول التي تلعب دورا تخريبيا إرهابيا".



وأضاف "من أبرز الدول التي أصبحت سببا لقلق العالم وخاصة بالشرق الأوسط: قطر وإيران والتي أصبحت تثار بشأن مواقفها من الجماعات المتطرفة بخاصة الإخوان المسلمين علامات استفهام كثيرة".





براهين ضد قطر



وعرضت الباحثة المختصة في شؤون الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط بيجه فاتيني، ما اعتبرتها براهين على ضلوع قطر في دعم الإرهاب والجماعات التي تروج لها وتتبنى أفكارها.



وانتقدت فاتيني تشدق قطر بدعم الحقوق والحريات دون أن تلتزم بها. وقالت "المشكلة هي أن قطر تقبل القوانين والمعاهدات الدولية لكنها لا تطبق التزاماتها المتعلقة بالحقوق والحريات الواردة فيها على أرض الواقع".



وضربت مثالا بحرية التعبير، وقالت إن الدستور القطري ينص على حريات منها حرية التعبير. غير أن الواقع، كما تشير الباحثة هو أن الجزيرة مثلا "لا تغطي الوضع السياسي في داخل قطر".



وحذرت فاتيني، في الحلقة التي أقيمت داخل مقر مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان على هامش الدورة الـ 36 للمجلس، من قطر وإيران.



وقالت إن هذه الدول " تدعم جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من المنظمات التي تتبنى أيديولوجيتها المعادية للإنسانية".





حق يُراد به ترويج الإرهاب



واستغربت الباحثة الحقوقية الدفوع القطرية بأن لا صلة للدوحة بالإخوان أو أي شخصيات متطرفة تتبنى العنف. وتساءلت فاتيني عن "سبب وجود النفوذ الإخواني الواضح في داخل قطر".



من ناحيته، اعتبر الباحث اليمني المتخصص في الشأن الخليجي إياد الشعيبي، أنه لم يعد هناك مجال لأي شك أو تأويل في أن الجزيرة ضالعة في دعم وتبني التطرف والإرهاب.



وقال "تبنت قنوات إعلامية كبرى كقناة الجزيرة القطرية لفترة طويلة من الوقت إظهار خطابات وأحاديث لكثير من قادة تنظيمات متطرفة بدعوى مبدأ الرأي والرأي الآخر". وألمح إلى أن هذا حق يراد به ترويج الإرهاب والتطرف. وقال "مجرد إظهار هذا الخطاب هو بحد ذاته ترويج لوجهة نظر هذه الجماعات والأفراد الأمر الذي يسهم في التأثير السلبي في بعض المشاهدين والمتتبعين بهذه الأفكار وحرف مسار سلوكهم الشخصي والديني".



وضرب الشعيبي مثالا بموقف قطر والجزيرة من اليمن والتحالف العربي بقيادة السعودية الذي يسعى إلى إنقاذ البلاد من الفوضى السياسية والأمنية.



وأوضح الشعيبي أن "الهجمة الإعلامية من جانب قنوات فضائية وصحف ومؤسسات إعلامية محسوبة على قطر على دور التحالف العربي في جنوب اليمن والمؤسسات الأمنية والعسكرية هناك أشد شراسة وأكثر عنفا من الهجمة العسكرية التي شنتها التنظيمات المتطرفة وحلفاؤها قبل تطهير جنوب اليمن.



ونبه إلى أنه "في حين أن نشاط الجماعات الإرهابية يقتصر على حدود المنطقة التي تقع تحت سيطرتهم، فإن آثار الإعلام الداعم لها أو المبرر لأعمالها يتجاوز حدود المنطقة المحتلة إلى أبعد منها بكثير".



وأضاف "تبنت قناة الجزيرة مثلا دورا تحريضيا واضحا استهدف الأمن في جنوب اليمن وطال الدور الإماراتي هناك الذي يمثل الشريك الأساسي إلى جانب قوات الأمن في تطهير عدن وأبين وحضرموت وشبوة من الجماعات المتطرفة. ولولا هذا الدور الجاد والفاعل لكانت منطقة جنوب اليمن مقسمة بين أمراء داعش والقاعدة".





إقبال كبير



وقد احتل الدور القطري بالغ السلبية في اليمن جانبا كبيرا من مناقشات الحلقة، التي شهدت إقبالا كبيرا من جانب حقوقيين ودبلوماسيين سابقين وقانونيين.



وقال الدبلوماسي اليمني السابق والناشط الحقوقي عبدالرحمن المسيبلي، إن الميليشيات الحوثية "وجدت دعما وتمويلا من دولة قطر الضالعة في التآمر مع هذا التنظيم الحوثي الشاذ الساعي للسيطرة بتحريض إيراني على اليمن".



وعبر عن قناعته بأن التحالف بقيادة السعودية والإمارات نجح في قطع يد إيران في جنوب اليمن وطرد الحوثيين منه.

وشدد على ضرورة الانتباه إلى أن جماعة الإخوان المسلمين لا تقل خطورة في اليمن من الحوثيين المتحالفين معها.



وقال "الإخوان تنظيم إرهابي آخر يدعي الدفاع عن الإسلام".

واستنكر بشدة لجوء الإخوان إلى ما وصفه بسياسة العقاب الجماعي ضد المدنيين في جنوب اليمن.



وأضاف أن الإخوان سعوا إلى قطع أرزاق الناس وقطع الكهرباء والاتصالات وحتى وقف رواتب الموظفين لإثارة الحنق وتحريض الناس على السلطة."





تمكين الإسلام المعتدل



وفي مداخلتها استغربت المديرة التنفيذية لمجلس الكنائس في الشرق الأوسط العالمي كارلا كيجوين، السكوت على الإرهاب "الذي يستهدف الجميع في الشرق الأوسط بعض النظر عن دينهم أو عرقهم".



وقالت "الجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة تهدد حياة حتى المسلمين والأقليات الدينية والعرقية وأي أحد يعارض أيدولوجيتهما العنيفة المتطرفة".



وطالبت بضرورة الانتباه إلى ما وصفتها بظاهرة خطيرة تتمثل في "استهداف الجماعات الإرهابية التماسك والسلم الاجتماعي في دول الشرق الأوسط مثل العراق".



ورأت كيجوين أن إحدى الآليات الضرورية لمكافحة الإرهاب "هي تفعيل نظام العقوبات بشكل صارم بحيث تُجفف منابع التمويل من جانب الحكومات والمنظمات والأفراد للجماعات الإرهابية".



وتساءل بعض الحضور عن سبل تمكين الإسلام المعتدل التقدمي في مواجهة الفهم المتطرف للإسلام.



وأجاب سعدي أنه يجب التركيز على التعليم خاصة في المراحل الأولى. ولفت النظر إلى أن منفذي العمليات الإرهابية والتفجيرات خاصة في أوروبا هم من صغار السن الذين يتعرضون للدعاية المتطرفة.



وقال إن الشباب هم أحد هموم الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان التي تعي تماما ضرورة الترويج للإسلام السمح المعتدل الذي يتعايش مع الآخر ويحترمه.



وقال إن الفيدرالية طرحت منذ شهر نوفمبر الماضي مبادرة بشأن دور الشباب والقادة الدينيين في دعم السلام ومحاربة التطرف.



وحذر من أن دولا مثل قطر وإيران تصر على سياسات من شأنها تغذية التطرف بدعمها بأشكال مختلفة تنظيم الإخوان المسلمين الساعي لزعزعة أنظمة الحكم في الشرق الأوسط.



وأضافت كيجوين أن الأزهر يسعى الآن جاهدا إلى الترويج للإسلام المعتدل. وطالبت بضرورة بذل أقصى الجهود لتمكين الإسلام المعتدل من أن يسود ويقاوم التطرف في الشرق الأوسط.