العالم يحاكم الدوحة

الخميس - 14 سبتمبر 2017

Thu - 14 Sep 2017

أجمع دبلوماسيون أمريكيون على أن الولايات المتحدة الأمريكية جاملت الدوحة كثيرا، مؤكدين أن واشنطن مطالبة في الوقت الحالي باتخاذ قرار بشأن قاعدتها العسكرية في قطر، كون طائراتها تنطلق من هذه القاعدة لضرب الإرهابيين الذين تدعمهم الدوحة في الوقت نفسه.

دعم قطري

وقال الأكاديمي الدبلوماسي الأمريكي جيمس روبن خلال افتتاح مؤتمر المعارضة القطرية الأول الذي استضافته لندن أمس، إن العالم عانى كثيرا من الحروب التي اشتعلت في منطقة الشرق الأوسط، وأدت إلى نزوح الكثير من المدنيين في سوريا والعراق واليمن وليبيا، مؤكدا أن سببها موجة التغيير التي دعمتها قطر، ولعبت فيها جماعات الإسلام السياسي الدور الأكبر عبر تمويل مباشر من الدوحة.

صناعة التاريخ

فيما أكد رئيس المؤتمر المعارض القطري خالد الهيل، في كلمته في افتتاح الندوة، أن شعب قطر يصنع التاريخ اليوم، قائلا «نجتمع نحن أبناء قطر الأوفياء لنطرح على العالم آمالنا وتطلعاتنا لمستقبل زاهر على أرض آبائنا وأجدادنا، وأنا شخص من كثيرين اعتقلهم النظام القطري، واستطعت الهروب بهدف العودة إلى الوطن قريبا، ولكن غيري من الشرفاء ما زالوا يقبعون في سجون النظام القطري».

وأضاف «أقمنا المؤتمر من أجل مناوأة سياسات النظام القطري الحمقاء، الذي يخترق الأنظمة الدولية، ويدعم الإرهاب كنظام دكتاتوري عذب وقمع وجرد القطريين من جنسيتهم، والقائمة تمتد كثيرا، رغم علمنا بأن النظام سيحاول منعنا، فقد دفع النظام رشاوى وأعد التقارير الإعلامية المختلقة، وأوعز للجمعيات الوهمية لعرقلة هذا المؤتمر، فالتغيير الذي ينتظره الشعب القطري ليس مفروشا بالورود، ولكن كلمتي تمثل صوت الشعب القطري الذي يناهض الدولة البوليسية القمعية بلا هوادة».

ووصف الهيل هذا اليوم بالفاصل في تاريخ قطر، وفي ضمير أهلها الذين لا تتوفر لهم الفرصة للتعبير عن آرائهم، وبالفاصل في مستقبل قطر وتطورها الحقيقي، مشيرا إلى أن هذا التجمع الفريد هو تعبير عن اقتناع العديد من الجهات بضرورة التغيير في قطر من قبل العالم أجمع، وأن دعم وتمويل الدوحة للإرهاب حول قطر إلى سجن كبير يستوجب على الجميع تغييره، مشددا على أن المؤتمر لا يهدف إلى كسب الناس بالعواطف والمشاعر والأكاذيب كما يفعل النظام القطري، بل سيعرض الحقائق مجردة، ليشاهد العالم ما يفعله النظام هناك.

حماس والإخوان

واتهم عضو البرلمان البريطاني كازينسكي، قطر بالتسبب في فرقة مجلس التعاون الخليجي، بسبب استمرارها في سياسات دعم الإرهاب وكل ما من شأنه عدم استقرار الدول.

إلى ذلك، قال وزير الطاقة الأمريكي السابق المبعوث الخاص لإدارة الرئيس كلينتون في كوريا الشمالية ريتشاردسون، إن القطريين ما زالوا يواصلون دعم حماس والإخوان، واصفا قطر بالتي ترغب في الكسب من خلال وجود القاعدة الأمريكية في العديد، وأنه على القطريين تحمل دفع الثمن لقاء دعمهم حماس والإخوان والتقارب مع إيران.

وشدد على أن ما تفعله دول مجلس التعاون من ضغط على قطر هي محاولات بناءة لوقف دعم وتمويل الإرهاب، وأن المقاطعة الدبلوماسية ضد قطر ستوقف تمويل قطر للإخوان وحماس والمنظمات الإرهابية من خلال ما تحصل عليه من أموال الغاز، وأن علاقات قطر مع المنظمات الإرهابية تعيق دورها السياسي الصحيح.

وقال «لننظر إلى ما فعلته داعش والمنظمات الإرهابية في لندن وباريس وأمريكا، هذه الجماعات للأسف مدعومة من قطر رغم أنها صديقتنا، ولدينا أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط بها 10 آلاف جندي ومركز عمليات فيها، ولن أنسى ما كانت تنصحني به مادلين أولبرايت بعدم مقابلة السياسيين القطريين الذين تصفهم بالسيئين».

تقويض الأمن

وفي الجلسة الثانية من المؤتمر، أجمع الدبلوماسيون المشاركون على دعم قطر لجماعات النصرة والإخوان الذين يهددون مصر والخليج ويقوضون أمن المنطقة، إضافة إلى تقاربها مع إيران التي ما زالت تدعي أن البحرين جزء من التراب الإيرانية، وكذلك مع الحوثيين في اليمن.

وناقش المؤتمرون سيناريوهات اتجاه الأزمة مع قطر، مشيرين إلى أن دول العالم لن تتخلى عن أربعة حلفاء رئيسيين من أجل قطر، وفي النهاية يتوجب على قطر أن تختار بين التحالف مع جماعات التطرف وإيران، أو أن تبتعد عنها دول العالم أكثر فأكثر، إضافة إلى أن الأمريكيين لن يسمحوا لطائراتهم بالبقاء في دولة تضع يدها في يد إيران العدو الأول لواشنطن.