أحمد صالح حلبي

خدمات الجنائز بالمسجد الحرام

الخميس - 14 سبتمبر 2017

Thu - 14 Sep 2017

كلما دخلت المسجد الحرام طائفا أو مصليا بأروقته أو بساحاته الخارجية، توقفني أعمال إبداعية جديدة وخدمات جليلة يقدمها منسوبو الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لكل من تطأ أقدامه المسجد الحرام أو ساحاته. وقد رأينا خلال شهر رمضان المبارك الماضي وفي موسم الحج كيف غدت الخدمة شاملة للجميع، فلم يعق وصولها ازدحام بالطرق أو الممرات، إذ برزت كل الخدمات بدءا من ماء زمزم الذي تواجد بالساحات وصولا لخدمات النظافة والفرش وغيرها.

وما جعلني أتحدث اليوم عن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي هو التنظيم الجيد الذي تم وضعه للجنائز والمشيعين لها، فقد أدركت الرئاسة ما يعانيه أقارب المتوفين من ألم الفاجعة وكبر المصاب، فعملت على تخفيف ألمهم من خلال تخصيص باب إسماعيل للجنائز والمشيعين لا يدخله غيرهم، وخصصت مساحة للمشيعين المرافقين للجنائز يؤدون صلاتهم بالقرب من موضع الجنائز، ومن ثم صلاة الميت، وقضت الرئاسة بهذه الخطوة على مشاكل الازدحام الذي كان يعانيه أقارب المتوفين أثناء حمل الجثامين إلى داخل المسجد الحرام، وسعيهم للبحث عن موقع يصلون به الفريضة، ومن ثم صلاة الميت على أقاربهم، وقد يبتعدون مسافات عن جثامين أقاربهم.

ولم تتوقف أعمال الرئاسة عند هذا التنظيم الجيد، بل عمدت على توفير عربات «الجولف» لنقل الجثامين من المسجد الحرام إلى سيارات نقل الموتى الموجودة بمواقف السيارات ناحية الغزة بعد الصلاة عليها كخدمة أخرى تقدم للمشيعين بدلا من حملهم للموتى على أكتافهم مسافة طويلة.

وإن كانت هذه الخدمة التي استحدثتها الرئاسة قد أسهمت في التخفيف على أقارب المتوفين، خاصة كبار السن منهم، إلا أن هناك ملاحظات سجلها البعض، وأدرك أن معالي الشيخ الدكتور عبدالعزيز السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي حريص على ما يدون وسيعمل على دراستها وإيجاد حلول عملية لها كما تعودنا منه دوما، فهو رجل متواضع في حديثه أنيق في عباراته، ساع لخدمة قاصدي البيت الحرام والمسجد النبوي الشريف، فاتح أبوابه لتقبل النقد قبل الإشادة، حريص على معرفة ما لدى الآخرين من آراء تجاه الخدمات التي تقدمها رئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وقد عرفت منه ذلك عن قرب.

لذلك، آمل أن يسمح لي معاليه أن أورد الملاحظات التي سجلها أقارب المتوفين بعد خروجهم من المسجد الحرام، وأولى هذه الملاحظات أن عربة «الجولف» الواحدة تنقل أكثر من جثمان، والمعروف أن مساحة العربة محددة، ووضع أكثر من جثمان في العربة الواحدة لا يسمح لأقارب المتوفي بمرافقة جثمان متوفيهم الا تسلقا في العربة، وفي هذا خطر على حياتهم، وقد لا يجد الآخرون موقعا لهم فيسيرون على أقدامهم إلى موقع سيارات نقل الموتى.

وأملنا في معالي الدكتور الشيخ عبدالرحمن السديس وهو الحريص على إيصال الخدمة للجميع بشكل جيد أن يسعى للعمل على تخصيص عربتين إحداهما لنقل الجثمان والأخرى لنقل المشيعين، ليكتمل بهذا العمل الإنساني الذي تقدمه الرئاسة لأقارب المتوفين، ولا أعتقد أن معاليه يرفض مثل هذا الطلب فهو خير من يعمل على محو دمعة الألم والفراق لأقارب

المتوفين.