لا لتوظيف المعلم في الصراع بين التيارات

الأربعاء - 13 سبتمبر 2017

Wed - 13 Sep 2017

سأستعير عرف القبيلة وحساباتها وروحها العالية في حل الإشكال الذي شجر بيننا كمعلمين وبين الكاتب قينان الغامدي بسبب ما كتبه عن المعلمين ورأيناه مجحفا بحقنا..!

وبما أن التسامح يتصدر قائمة أعرافنا القبلية حتى في كبريات المعضلات، وله شيمة ومقدار دينيا واجتماعيا، فباسمي شخصيا، وبالنيابة عمن يرغب مسايرتي من المعلمين يسرنا أن نعلن ونحن بكامل قوانا المعتبرة شرعا تنازلنا عن حقنا عند الكاتب الكبير قينان الغامدي (هذا إذا كان أو ثبت لنا حق!) وذلك لعدة أسباب أو دوافع أوجزها فيما يلي:

أولا: إنا احتسبنا هذه الزلة كفارة عنا، فأكثر المنتقدين بالبلد من المعلمين، حتى وصل بنا الحال إلى مناكفة الطبيب في استخدام مبضعه، ومجادلة العالم في استنباط أدلته، ومعارضة السياسي في أحكامه، وهلم جرا، فرأينا أن الصبر أبرك على هذه (الغزة) المفاجئة، وندخر أجر المسامحة للآخرة!

ثانيا: إن تصريح معالي وزير التعليم جاء ضبابيا، ولم يذهب للب المشكلة المثارة، فالحديث ليس عن (مهنية) المعلمين، وإنما الحديث الجدير بالرد في مكان آخر تماما، وهو اتهام الكاتب قينان الغامدي في مقالته وتغريداته لمنظومة التعليم بأنها تؤوي خلايا صحوية نائمة، تعرقل الأنشطة أو تختطفها إلى مكان آخر!

فلماذا لم يطرق معاليه هذه النقطة الجوهرية والجديرة بالتصدي والتفكيك؟ أما المهنية، فالحديث فيها مطروق حتى من قبلنا كمؤسسة، والتحسين فيها يأتي بالتدريب والدراسة والابتعاث. وتزيد وتنقص ولن تبلغ الكمال، ولهذا السبب قررت الصفح عن قينان، فلن أكون وزيرا أكثر من الوزير!

ثالثا: فضلنا العفو عن قينان أيضا لأننا - كما نلاحظ - قد تم توظيفنا كمعلمين في الصراع بين التيارين المتصارعين ببلادنا، ولسنا ورقة سائبة (فنطير في العجة!) أو تلعب بنا الأهواء!

ويكفي للدلالة على استخدام المعلم لأهداف أخرى، هذا السباق الماراثوني المفاجئ بين التيارين للتباكي على المعلم والدفاع عنه. فمن أين نزل هذا الحب الملائكي وما أهدافه وغاياته؟

ونحن لو فتشنا لوجدنا أفرادا من هنا أو هناك في التيارين قد رمونا كمعلمين بتهمة ما.

رابعا: هناك فئة عريضة دخلت على الخط، فاستثمرت الحدث ووظفته هي الأخرى للتعريض بقينان!.

ولكي لا نكون أداة في حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل، فضلنا سحب ورقتنا بالتنازل، وهنا بودي من المتصارعين أن يصفوا حساباتهم بعيدا عن المعلمين.

خامسا: هناك فئة تعاني من (كتمة ما!) منذ ثلاثة أشهر تقريبا بسبب عدم رغبتها في أن تغني مع أهل الوطن (علم قطر واللي وقف ورى قطر.. إن البلد هذي طويل بالها،. بس المسايل لين وصلت للخطر.. لا والله أن تشوف، فعل رجالها).

هذه الفئة التي نعرفها جيدا بلحن القول! وجدتها فرصة للفضفضة وإعادة إنعاش حساباتها التويترية والسنابية.. الخ.

ولو لم يبق من الأسباب إلا هذا السبب الوجيه لتنازلنا عما هو أغلى! فهذه الفئة إذا شرقت غربنا، وإذا غربت شرقنا.

وعليه، ولهذه الأسباب مجتمعة، أعلنت ومن معي التنازل الطوعي عن الكاتب قينان الغامدي، فإذا طلعت للمعلمين (قرشان) من محاكمة الرجل المنتظرة، فلا تحسبوا علينا في القسمة، فاللهم اجعل ذلك في ميزان حسناتنا!