تحييد خطر التحريض.. ولا حصانة لمتآمر

الثلاثاء - 12 سبتمبر 2017

Tue - 12 Sep 2017

حيدت رئاسة أمن الدولة خطر التحريض والتجنيد والتآمر الذي مارسته خلية استخباراتية تضم مجموعة من الأشخاص الذين يعملون لصالح جهات خارجية عبر أنشطة مشبوهة ضد أمن المملكة ومصالحها ومنهجها ومقدراتها وسلمها الاجتماعي.

وفيما أعلنت رئاسة أمن الدولة إيقاف بعض أفراد هذه الخلايا، أكد محللون سياسيون ومهتمون أنه لا حصانة لأي كائن إذا وصل الخطر إلى تهديد أمن الوطن، مشيدين بالروح العالية، ووحدة الكلمة التي أبداها السعوديون ضد كل من يهدد أمن الوطن عبر هاشتاقات مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي لحظة إعلان بيان القبض على هذه الخلايا.

الطابور الخامس

وقال الكاتب الصحفي السعودي سلمان الدوسري: «لعل أكثر ما لفتني أنه لم يأت اسم واحد من أفراد الخلية الاستخباراتية التي قبض عليها مفاجئا لغالبية السعوديين، وكأنهم توقعوا ذلك، لأن تأثير وضرر وتحريض هذه الخلايا كان يراه الصغير قبل الكبير، ولا توجد دولة تقبل بأن يكون هناك من يستغل شهرته أو مكانته للتحريض على السلم الأهلي، ومع ذلك استمرت الدولة في إعطائهم بدلا من الفرصة عشرات الفرص».

وأفاد أن أفراد الخلية يمكن تسميتهم بالطابور الخامس، كونهم أمعنوا في ضرب اللحمة الوطنية سنين طويلة بطريقة ناعمة، لكنها شديدة الانفجار في محتواها، والنقطة الأهم أن الأجهزة الأمنية انتظرت طويلا ولديها الكثير من الأدلة، وليس كما يتداول البعض بأن سبب القبض يعود إلى آراء سياسية، وأن الآلاف لديهم آراؤهم الخاصة التي ربما لا تتفق مع سياسة الدولة ولم يتعرض منهم أحد للمساءلة، كونهم لم يروجوها بشكل سلبي ولم يتعاطوا مع جهات خارجية.

أدلة مكتملة

وأكد الأكاديمي الباحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية أحمد الفراج أن الدولة حريصة أكثر من أي أحد على أبنائها ومواطنيها، وأن الدولة لا يمكن أن تلقي القبض على أي شخص دون أدلة مكتملة الأركان ضد أي شخص، وأن أعضاء هذه الخلايا يستخدمون مصطلحات حرية التعبير والرأي لتحقيق أهداف تلك التنظيمات التي ترسم لهم من بعيد.

وأضاف أن أخطر ما يمكن أن تمارسه الخلايا التجسسية هو بث الفوضى، وتجنيد الشباب والأتباع ضد وطنهم مع تنظيمات خارجية موجهة، عبر ما يسمى بالحسابات السوداء في مواقع التواصل الاجتماعي، والترويج لأنظمة خارجية، والتعزيز لها، فيما يبثون الشائعات والإحباط داخل وطنهم، وهذا أمر خطير جدا.

وقال: «جهاز أمن الدولة مارس عملا استباقيا قويا لحماية الوطن وأبنائه وتحييد خطر مثل هذه الخلايا، ورغم شح المعلومات عن هذه الخلايا إلا أن تحركاتها تمت بالتنسيق مع جهات مشبوهة وتنظيمات أخرى معادية للمملكة».

رسائل للداخل والخارج

بدوره اعتبر الكاتب الصحافي عضوان الأحمري أن بيان كشف الخلية الاستخباراتية يعد أول بيان رسمي باسم رئاسة أمن الدولة، مشددا على أهمية توقيت صدور البيان لأسباب كثيرة أوجزها في التالي:

• رسالة للداخل بأن أي محاولة للعمل مع جهات أجنبية فهي مكشوفة مهما حاول القائمون على هذا العمل التآمري ستره وإخفاءه.

• رسالة للخارج بأن أي محاولة لاختراق الداخل السعودي مكشوفة، وأن الصمت عنها لا يعني الغفلة، بل الصبر حتى يحين وقت الحسم.

وقال: «المثير في البيان أن هذه الخلايا لم تجمع معلومات استخباراتية فحسب، بل عملت على تأجيج الفتنة الداخلية والعمل على تقويض الأمن ومهاجمة الدولة وقراراتها بشكل منظم، وحضور مؤتمرات وندوات تتعلق بالتغيير وتنظيم التظاهر ومقاومة السلطات في دول أخرى».

‏‏وأردف بأن الجميع شاهد أمس الأول مدى توحد السعوديين حول التنديد بهذه الخلية، لحظة إعلان البيان، وهي حالة تأييد شبه جماعية، ورسالة للخارج والداخل بأن أمن الوطن خط أحمر، والجميع أمام مسؤولية المشاركة في حمايته.