الأزهر يقود تحركات إنسانية لوقف مجازر المسلمين في ميانمار

السبت - 09 سبتمبر 2017

Sat - 09 Sep 2017

يعتزم الأزهر الشريف قيادة تحركات إنسانية على المستوى العربي والإسلامي والدولي لوقف المجازر التي يدفع ثمنها المواطنون المسلمون وحدهم في ميانمار.

وطالب الأزهر في بيان مساء أمس الأول كل الهيئات والمنظمات الدولية وجمعيات حقوق الإنسان في العالم أن تقوم بواجبها في اتخاذ الإجراءات اللازمة للتحقيق في «هذه الجرائم المنكرة، ولتعقب مرتكبيها وتقديمهم لمحكمة العدل الدولية لمحاكمتهم كمجرمي حرب جزاء ما ارتكبوه من فظائع وحشية».

كما طالب بتحرك فوري من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وصناع القرار بالدول العربية والإسلامية أن «يبذلوا أقصى ما يستطيعون من ضغط سياسي واقتصادي يعيد السلطات الحاكمة في ميانمار إلى الرشد والصواب والتوقف عن سياسة التمييز العنصري والديني بين المواطنين».

وأعرب الأزهر عن أسفه للموقف المتناقض الذي يقفه من يحمل جائزة «نوبل» للسلام بإحدى يديه، ويبارك باليد الأخرى كل الجرائم التي تضع «السلام» في مهب الريح وتجعل منه مجرد «لفظ» لا معنى له، في إشارة مستشارة الدولة في ميانمار أون سان سو تشي.

ووصف الأزهر ما يتعرض له مئات النساء والأطفال والشباب والشيوخ الذين حوصروا في إقليم راخين في ميانمار «بهجمات وحشية بربرية لم تعرفها البشرية من قبل».

وأكد الأزهر أن هذا «المشهد الهمجي واللاإنساني ما كان ليحدث لولا أن الضمير العالمي قد مات ومات أصحابه وماتت معه كل معاني الأخلاق الإنسانية وصمتت بموته أصوات العدل والحرية وحقوق الإنسان صمت القبور».

وشدد « لم يعد الاكتفاء بمجرد الإدانات يجدي نفعا أمام ما يتعرض له مسلمو الروهينجا من عمليات إبادة جماعية بأسلوب غادر، يذكرنا بأسلوب الوحوش في الغابات».

وفي السياق، تكثف منظمات الصليب الأحمر عملياتها في شمال غرب ميانمار الذي يمزقه العنف بعد أن اضطرت الأمم المتحدة لتعليق أنشطتها هناك في أعقاب تلميحات من الحكومة بأن المنظمة الدولية دعمت الروهينجا.

وبينما تركزت أنظار العالم على بنجلاديش التي فر إليها نحو 290 ألفا من مسلمي الروهينجا خلال أسبوعين يقول عمال الإغاثة إن أزمة إنسانية حادة تتكشف في ميانمار وأن آلاف النازحين تقطعت بهم السبل أو لا يجدون طعاما منذ أسابيع.

وقال جوي سينجال من الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر «أصبحت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية غير الحكومية غير مرحب بها في راخين. وأصبحت عاجزة عن العمل وعلى ضمان سلامة وأمن عامليها ومتطوعيها».

وأضاف «في مثل هذه الأجواء وجهت الحكومة الدعوة للصليب الأحمر لمساعدتها وأن الحكومة ستتولى التنسيق وتسهيل الأعمال في حين سيدير الصليب الأحمر أعمال «التقييم ومساعدات الإغاثة والتنفيذ».

وما زال الآلاف يحاولون عبور الجبال والغابات الكثيفة وحقول الأرز من أجل الوصول إلى بنجلاديش.

وقالت الحكومة إنها ستقيم مخيمات للنازحين، ولكن هذه الخطوة قد تثير معارضة بعض الخبراء المعنيين بالشؤون الإنسانية.