الحج بشعار العزم

السبت - 09 سبتمبر 2017

Sat - 09 Sep 2017

الحج شعيرة إسلامية يتعبد بها المسلم ربه بنية خالصة، زاهدا في كل ما يشغله عن إتمام فرحته وبلوغ مراده، فكل شعار فئوي أو حزبي أو طائفي يرفع في هذه البقاع المقدسة إنما هو تشويه لهذه الفريضة وخروج عن المنهج الصحيح لهذه الشعيرة.

إلا أن الشعار الوحيد الذي تجاوز كل تلك الشعارات، والذي يجوز له ما لا يجوز لغيره، وهو شعار (العزم والحزم) على إنجاح هذه الفريضة، وإتمام الحج بكل يسر وسهولة، وهذا الشعار هو ما تم رفعه من قبل السلطات السعودية، آخذين على عاتقهم بذل كل ما يستطيعون سواء كان ذلك على المستويات المادية أو الجهود الميدانية للوصول إلى تحقيق الأهداف المنشودة على كافة الأصعدة.

ولا شك أننا نفخر كمواطنين بما تم تحقيقه من نجاح منقطع النظير، وعلى كافة المستويات، في تجمع هو الأكبر في العالم، حيث بلغ تعداد الحجاج وفق ما أعلنت الهيئة العامة للإحصاء (2,352,122 ) حاجا.

هذا التجمع الإسلامي الكبير في زمن محدود ومكان محدود ليس تجمعا ساكنا فحسب، بل هو تفاعل نشط وحراك مستمر، ينتقل الحاج من شعيرة إلى أخرى، عبر وسائل متعددة، وهذا الأمر هو ما زاد من صعوبة إدارة تلك الحشود.

ولكن توفيق الله عز وجل ثم بعزيمة وإرادة سلطات هذه البلاد التي كانت وراء تجاوز كل تلك الصعاب، وقد شهد بتلك الحقيقة البعيد قبل أن يجحد بها القريب المتنكر، ولا عزاء لهم في حالهم أمام كل هذه المنجزات التي تدحر كل افتراء وتدليس.

ولا غرابة في تحقيق هذا النجاح الباهر إذا ما نظرت إلى الاستعدادات المسبقة لهذا التجمع في كافة المشاعر المقدسة، من حضور أمني وخدمات تطويرية مستمرة وتنظيم يحرص على تجاوز الأخطاء عاما بعد آخر.

والمنصف لا يتردد في حكمه بنجاح هذا الموسم، وما تم إنجازه يجعله يتغافل عن بعض القصور، لأنه يدرك تماما بأن ليس ثمة عمل يبلغ حد الكمال، لا سيما وأن هناك نوايا صادقة نحو تحقيق الأفضل دائما.

تقبل الله من الحجيج حجهم، وبارك الله في جهود كل من ساهم في تحقيق هذا النجاح، وكل عام والحج في أمان، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.