من خطب الجمعة

الجمعة - 08 سبتمبر 2017

Fri - 08 Sep 2017

u062cu0645u0648u0639 u0627u0644u0645u0635u0644u064au0646 u0641u064a u0627u0644u062du0631u0645 u0627u0644u0645u0643u064a                    (u0648u0627u0633)
جموع المصلين في الحرم المكي (واس)
أصول الشر

«إن من شكر الله شكر من أسهم مساهمة فاعلة في نجاح موسم الحج لهذا العام، وكان له الفضل بعد الله تعالى في تيسير مناسك الحج للحجاج والقيام على خدمتهم وراحتهم وأمنهم وسلامتهم وعلى رأسهم قيادتنا وولاة أمرنا، ورجال الأمن الأوفياء والمسؤولون في كل القطاعات، فشكر الله لهم وكتب أجرهم وأثابهم من عنده أجرا عظيما، ومنهج التسليم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم الذي تربى عليه الحجاج طيلة أيام حجهم، وفي كل المناسك والشعائر والمشاعر، تسليم مطلق لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، في طمأنينة وسكينة وفرح بلا اعتراض ولا ضجر ولا ملل ولا سأم، وهذا من أعظم مقاصد تشريع الحج وغاياته، حيث ظهر هذا التسليم القلبي والعملي في مناسك الحج في مواطن كثيرة منذ أن يلبس المسلم لبس الإحرام ويبتعد عن كل ما متعه الله منه حال إحرامه، ويلبي تلبية السلام والاستسلام لله، ثم يتدرج بعد ذلك في مناسك الحج وشعائره من وقوف بعرفة ومبيت بمزدلفة ومنى وطواف وسعي ورمي وحلق ونحر، كما أن التسليم لله ولزوم غرز النبي هو عنوان الصديقية وقاعدة الولاية الربانية، والاختبار الحقيقي لأعمال العبد وإسلامه، فمن سلم عقله وقلبه وجوارحه لفاطره ومولاه سبحانه، رضي الله عنه وأرضاه ورزقه الحياة الطيبة وعاش في حياته بنور من الله وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلم من الآفات والشرور والأنكاد والهموم، لأنه سلم لله وأسلم وجهه لمولاه فسلمه الله وحفظه وسدده، وإن التسليم لله والرسول صلى الله عليه وسلم، مقام عظيم ومنزلة جليلة، وهو دليل على صدق الإيمان وخلوص النية وطهارة القلب من أدران الشرك والوثنية، والبدعة الردية، والمعصية الدنيئة، وهذه الثلاثة هي أصول الشر وركائز البلاء والفساد، وحقيقة التسليم أن يسعى العبد حثيثا في تخليص قلبه من كل شبهة تعارض الخبر الإلهي، أو شهوة تخالف الأمر والنهي، أو إرادة تزاحم الإخلاص لله، والعبد الموفق المسدد لا يعارض خبر الله الصادق بشبهة حائرة زائفة وبدعة فاسدة ولا ينازع الله في أسمائه وصفاته وأفعاله بتأويلات وتحريفات فاسدة، ولا يخالف أوامر الله ونواهيه بشهوات وأهواء زائفة، ولا يزاحم إرادة الله والإخلاص له بمراءاة الخلق والتسميع بأعماله وأفعاله فتصبح أعماله «كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا».

خالد الغامدي - الحرم المكي

ثمرة الطاعة


«العمل الصالح يرضاه الله ويتقبله، فهو تعالى لا يقبل إلا طيبا، وأصل قبول الأعمال الإيمان بالله والسعي في رضوانه، وعمل الكافر مردود عليه يوم القيامة قال جل في علاه (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا)، ولكنه يطعم في الدنيا بحسناته، ويقوم الدين الإسلامي على أصلين، عبادة الله وحده بلا شريك له وبما شرعه تعالى أو شرعه رسوله صلى الله عليه وسلم، فهما حقيقة شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، كما أن تقوى الله في العمل حري بها أن تقبل في العمل الصالح فالطاعة بعد الطاعة دليل على قبول العمل، وصلاح الجوارح واستقامتها ثمرة قبول الطاعة ومحبة الله لصاحبها، ففي الحديث فيما يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى أنه قال (ما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها بي يسمع بي يبصر بي يبطش وبي يمشى، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذ بي لأعيذنه وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي عن قبض روح عبدي المؤمن من يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه)، كما أن الشكر سبيل قبول العمل وطريق لزيادة العمل، كما أن المشاقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بمخالفة أوامره فساد للعمل وبطلانه. إن حفظ العبادة لله وحده مطلب في الإسلام ودوامها أساس الشريعة، وعلى المسلمين الاهتمام بقبول العمل وحفظ الطاعة فحفظها

أشد من العمل ولزوم عبادة الله فهي سبيل النجاة».

عبدالمحسن القاسم - الحرم النبوي