سعد السبيعي

تمور المملكة رافد اقتصادي وطني

الأربعاء - 06 سبتمبر 2017

Wed - 06 Sep 2017

تشرفت بحضور مهرجان بريدة للتمور 38 والذي أقيم برعاية أمير منطقة القصيم، صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، وقد رأيت بعيني ولامست مدى التطوير الكبير والضخم الذي تشهده صناعة التمور بالمملكة، حيث تميز هذا المهرجان الأول من نوعه على مستوى العالم، وإحقاقا للحق يجب أن نشير إلى الدور البارز والهام لسمو الأمير في قيادة منطقة القصيم ودعمه المستمر والملموس في التنمية الاقتصادية بالمنطقة من خلال تسخير وتقديم أرقى الخدمات لزوار مهرجان بريدة للتمور 38، وتحقيق آمال وتطلعات سموه وأبناء المنطقة وزوار المهرجان.

ونعود لمهرجان تمور بريدة الذي يعد الأكبر من نوعه في العالم، ويحظى باهتمام بارز وملموس من شرائح المجتمع المتعددة، ومثل هذه المهرجانات تدعم جهود الدولة الناجحة في تنشيط السياحة بكافة ربوع المملكة ومناطقها المزدهرة والزاخرة بالأماكن السياحية والتراثية العامرة، وكون التمور أحد الروافد الاقتصادية الهامة بالمملكة فإن هناك ضرورة لحماية وتطوير اقتصاديات تجارة التمور في وطننا العزيز، خاصة وأن حاجة ماسة لإنشاء هيئة حكومية أو شبه حكومية مدعومة بالكامل من الدولة باتت ملحة، لتضطلع بمهمة الترويج للتمور بالمملكة، بالشكل الذي يتواءم مع جودتها وقيمتها كعنصر غذائي ومورد اقتصادي حيوي ومنافس، وأني لأنتهز الفرصة لأتقدم لمجموعة العويس بالشكر الجزيل، على التميز في تشغيل مهرجان هذا العام، وعلى الجهود التي بذلت فيه، ولكل من ساهم من جهد وعطاء.

وهناك ارتفاع في معدلات إنتاج التمور خلال العام الجاري أكثر من 30% عن العام الماضي، فيما بلغ إجمالي قيمة صادرات المملكة من التمور 248 مليون ريال، تمثل 2.3% من إجمالي قيمة الصادرات من السلع الغذائية المقدرة بـ10.7 مليارات ريال، حيث إن التمور المحلية تتعدد أصنافها لتصل إلى 360 صنفا، يشكل 20 صنفا منها 70% من الإنتاج السنوي الذي يبلغ مليون طن، ما جعل المملكة تحتل المركز الثاني عالميا في إنتاج التمور بعد مصر، إذ يشكل إنتاج المملكة من التمور 14% من إجمالي الإنتاج العالمي، بقيمة 8 مليارات ريال، تمثل حوالى 19% من الناتج المحلي الزراعي، والمقدر بـ41.5 مليار ريال، أما إجمالي قيمة صادرات المملكة من التمور فيقدر بـ 248 مليون ريال.

في الختام.. فإننا نشير إلى أنه خلال العشرين عاما الماضية نشطت جهات عدة في وضع دراسات لمعرفة أسباب عدم قدرة التمور السعودية للوصول إلى العالمية بشكل كبير أسوة بدول وصلت إلى العالمية وإنتاجها لا يتجاوز 54% من إنتاج السعودية، بل إن تمور الولايات المتحدة الأمريكية وصلت العالمية وإنتاجها لا يتجاوز 50444 طنا سنويا، ويرجع ضعف صادرات التمور السعودية إلى نقص العمالة حين الحاجة إليها، حيث إن النشاط الزراعي لا يحتمل تكدس العمالة السنوية التي ترهق المزارعين وترفع التكلفة، بينما حاجتهم إلى هذه العمالة لا تتجاوز ثلاثة أشهر في العام مما يدعو إلى ضرورة استجلاب عمالة موسمية أسوة بما يحدث في موسم الحج، ولذلك يجب على الجمعيات التعاونية الزراعية بالمناطق المساهمة بدور أكبر في دعم منتجي التمور بالمملكة كون التمور تشكل الأمن الغذائي الحقيقي للمملكة.

saadelsbeai@