عبدالغني القش

السعودية.. حج وأضحى.. يرحبان بالعالم!

الأربعاء - 06 سبتمبر 2017

Wed - 06 Sep 2017

استقبل المسلمون وبابتهاج بالغ عيد الأضحى المبارك بين عج وثج، وهو أكبر العيدين وأفضلهما، يوم مجيد يرى بعض العلماء أنه أفضل أيام السنة على الإطلاق حتى من يوم عرفة، والبعض فضل يوم عرفة، وسواء كان هو أفضل أم يوم عرفة فالجميع حريص على إدراك فضله، وانتهاز فرصته، حيث شرع فيـه للجميع -الحجاج وغيرهم- التقرب إلى الله فيه بالنسك، وهو إراقة دماء القرابين مع الصلاة والذكر والدعاء.

واجتمع العيد في هذا العام مع أفضل أيام الأسبوع وهو يوم الجمعة، فاجتمع عيدان، فهنيئا للمسلمين هذا الفضل وأعاده الله عليهم بالخير واليمن والبركات.

وكم هو جميل رفع شعار «السعودية ترحب بالعالم» وجعل ذلكم شعارا على قنواتنا التلفزيونية وبعدة لغات، وهذا هو الواقع المعاش؛ حيث تحتضن السعودية العالم من خلال الوفود التي تقدم إليها لأداء الركن الخامس وسط منظومة متكاملة من الخدمات، وقبل ذلك التنعم بالأمن والأمان ليعيش العالم من خلال تلك الجموع من شتى أرجائه بروحانية وإيمان.

وكم كان بودي أن تنقل هذه القنوات ما يمكن أن يقدم كنموذج إسلامي من خلال نقل الاحتفاء بالعيد أيضا بالتزامن مع تسليط الضوء على ما يقدم من خدمات وجهود جبارة للحجيج وما تقوم به هذه البلاد ومن خلال قيادتها وحكومتها الرشيدة من بذل ومشاريع نوعية لا يمكن أن ينكرها إلا من عمت بصيرته وبدت ضغينته، وكأنما يحاول حجب الشمس بغربال، في وضع بئيس وسعي تعيس.

ومن الجميل نقل مظاهر العيد في بلادنا للعالم؛ فالعيد موسم الفرح والسرور، اكتملت أفراح المؤمنين وسرورهم في الدنيا برضا مولاهـم عنهم، إذا فازوا بإكمال طاعته، وحازوا ثواب أعمالهم، ونالوا فضله ومغفرته، ولذا تجدهم يظهرون في حلل من البهاء، ويسعدون بأضاحيهم، ويجتمع العدد الكبير من الأسر في هذه الأيام في مظهر من مظاهر التكاتف والتآخي والألفة والمحبة.

وهناك عادات جميلة جدا يفترض إبرازها للعالم وبخاصة في بعض المناطق، وتسليط الضوء يكمل منظومة «السعودية ترحب بالعالم» وتقدم نماذج يمكن تطبيقها ومحاكاتها في شتى أرجاء المعمورة، لتكتمل فرحة العيد. فمن ذلك رسائل العيد النصية أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبرامج الجوال بهدف المعايدة، فالكثير منها يسعد المتابع، فالنفوس يبدو واضحا أن شعارها الصفاء وتتوق للنقاء لمواصلة الوفاء.

وأيضا التواصل الرائع بين الأسر وعادات العيد عند من يجتمع منهم في أيام العيد بمنزل أو استراحة أو مخيم أمر يسر الناظر، ويبهج الخاطر، فضلا عن إقامة بعض الاحتفالات الفلكلورية والشعبية من أهازيج وألعاب بصور متعددة وألوان عدة.

ونقل ذلك ربما يكون دافعا للتنافس في إظهار الفرح بالعيد من خلال الموروث القديم وإحياء ما كان عليه الآباء والأجداد من عادات في هذه الأيام، وهذا قائم في بعض المحافظات والقرى حتى يومنا هذا.

نود أن ننقل للعالم أن العيد في منهج الإسلام عبادة وسرور وشكر، بهجة وفرحة، سلوكيات وأخلاق، عفو وإخاء، فالناس يتبادلون التهاني ويتصالحون وتعقد مجالس التراحم والمودة فتتجدد العلاقات الإنسانية وتقوى الروابط الاجتماعية وتنمو القيم الأخلاقية وتعلو قيمة التآخي والتعاون والبذل والعطاء والجود والكرم والتراحم والتعاطف فتذوب المصالح الشخصية، والمآرب الآنية بدافع الرغبة فيما عند الله تعالى.

ولأن إظهار السرور في الأعياد من شعائر الدين، فظاهر العيد زينة وتمتع، وباطنه عمل وشكر ومحبة للمنعم المتفضل، وأن هذا اليوم المشهود فيه فسحة تسمو فيه القلوب بالحب والإخاء والبر والصفاء، ويظهر المجتمع وكأنه لحمة واحدة.

ولا يفوتني أن أزجي التهاني القلبية للقراء الكرام، وكل عام والجميع بخير وصحة وسعادة.

[email protected]