وأخيرا.. الإعلام السعودي في قلب الحدث

الثلاثاء - 05 سبتمبر 2017

Tue - 05 Sep 2017

المتابع لموسم حج هذا العام 1438هـ؛ لا بد وأن يلحظ إن كان منصفا تلك الإنجازات والنجاحات المتميزة لكافة أجهزة الدولة دون استثناء، ولا شك أن كل قطاع يستحق الإشادة والثناء نظير ما قام به من جهد كبير.

ولما كان الإعلام وخاصة الرسمي منه، هو المرآة العاكسة لتلك الجهود المبذولة من قبل قطاعات الدولة المختلفة؛ فلعلنا في هذه المقالة نسلط الضوء عليه بحكم الاختصاص السابق، من خلال ما شاهدناه وسمعناه عن شاهدي العيان.

الإعلام السعودي، وبحسب ما ظهر لي منذ أن استلم زمامه الوزير الدكتور عواد العواد فهناك أفعال تسبق الوعود والأقوال. ورغم تزاحم وقت الوزير الجديد مع مناسبة الحج إلا أنه استطاع في مدة وجيزة أن يرتب ويخطط لهذه المناسبة القدسية العظيمة بمهنية عالية.

ومن الواضح أن الإعلام في المملكة بدأ يشكل خارطته مع الوزير العواد ويأخذ منعطفا مهما، تمثل في خطواته المتزامنة مع موسم حج هذا العام، والتي ساهمت بشكل سريع وفعال في صناعة مادة إعلامية جديدة اعتمدت المهنية والإبداع، وأسهمت وبشكل خاص في نجاح نقل وقائع هذه المناسبة بأسلوب جذاب ومشوق لاح صداه في جميع أنحاء العالم برسالة فحواها (السعودية ترحب بالعالم) صنع منها جيش تويتر الصادق تاقا انطلقت تحته عبارات الثناء والدعوات والأخبار التي تخدم ضيوف الرحمن وتنقل روحانية هذه المناسبة للعالم أجمع.

«السعودية ترحب بالعالم» جملة لاقت صدى في جميع وسائل الإعلام المختلفة وبالأخص على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي مبادرة موفقة أطلقتها وزارة الثقافة والإعلام عن الحج خلال بث مباشر للقنوات التلفزيونية الرقمية، بالإضافة إلى مقاطع تحمل صورا من الواقع على الأرض لتحركات الحجاج وصورا تعبر عما يلاقيه الحاج من خدمات متطورة ومريحة في الميدان.

والمتابع لبرامج الإذاعة والقنوات التلفزيونية، يجد التميز في نقل هذه المناسبة الإيمانية التي جمعت ما يقارب ثلاثة ملايين حاج في موقع صغير محدد وفي زمن أيضا محدد.

وبحسب ما يصلنا من أخبار، يحملها الثقات؛ فإن الإعلام السعودي قام بأدوار توعوية وإعلامية لإيصال رسالة دينية وإرشادية بمختلف اللغات (ست لغات) وبكل الوسائل المسموعة والمرئية والرقمية، لتصل للمتلقي على مدار الساعة، وبقوالب سهلة ومفهومة.

إن عبارة «السعودية ترحب بالعالم» انتشرت بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي وتناقلتها مختلف وسائل الإعلام من خلال المواقع الالكترونية والتي يجد الجميع فيها كل ما يطلبه من معلومات وصور وكتيبات وإرشادات عن الحج والأماكن المقدسة بمختلف اللغات. كما نقلت خطبة يوم عرفة لمعالي الشيخ سعد الشثري إلى اللغات الأخرى تحمل المعاني الدينية والدلالات الإنسانية والحث على الخلق القويم ونبذ التباغض والتحاسد بين الناس.

كما أطلق الإعلام السعودي في هذه المناسبة «منصات» الكترونية للتعريف بهذا الحدث المهم، ليتعرف المتلقي على ما يدور في المشاعر المقدسة، وهو في أي مكان في العالم فيتفاعل مع الحدث بشكل مباشر، وهذه «المنصات» تبث بعدة لغات من أهمها العربية والإنجليزية؛ منها موقع «شاركنا قصتك مع الحج» الذي يتيح الفرصة لجميع الحجاج لوضع صورهم وقصصهم عن الحج لإبراز هذه الشعيرة والعواطف المرتبطة بها. وهناك موقع «»Hajj2017 يقدم مواد ومعلومات متكاملة وأخبارا على مدار الساعة عن الحج، تحت إدارة مركز التواصل الدولي التابع للوزارة.

ومن جهة أخرى، فقد نقل لي ابني أنه شاهد تجمعا إعلاميا ضخما في مشعر منى؛ حيث مقر حملته، ضم مئات المراسلين والكتاب، وبالتأكيد نقلوا للعالم أحداث حج هذا العام وهو ما شاهدناه بالفعل فقد نقلت محطات عالمية مثل السي إن إن تقارير إيجابية عن الحج وأبرزت جهود المملكة في العناية بضيوف الرحمن وحسن إدارة الحشود وجودة تنظيم العمل.

ويعزو البعض تميز التغطية الإعلامية في نقل هذه المناسبة نقلا مميزا وغير مسبوق هذا العام إلى الإشراف المباشر من قبل الوزير العواد شخصيا، وهو الذي وجه بإنشاء ثلاثة مراكز إعلامية في المشاعر ورابع في جدة وخامس في المدينة المنورة، وتقديم جميع الخدمات لمختلف الإعلاميين لمساعدتهم على التغطية بشكل مناسب.

لقد شهد حج هذا العام نجاحا استثنائيا بشهادات محلية ودولية، حتى كان هذا النجاح ولله الحمد حديثا له شؤون وشجون في ظل الزيادة الكبيرة في عدد الحجاج.

ثمة نجاحات أمنية ونجاحات إعلامية ونجاحات صحية، ونجاحات لكافة قطاعات الدولة المشاركة في أعمال الحج. وقد لقيت هذه النجاحات إشادات محلية ودولية من قيادات ومؤسسات ومنظمات تمتدح موسم حج هذا العام، تحدثت وسائل الإعلام من مختلف الدول وكذلك عجت مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة موقع «تويتر» عن هذا النجاح غير المسبوق؛ حيث كان بفضل الله ثم بدعم القيادة الرشيدة نجاحا مميزا يسجل في التاريخ.

الإعلام السعودي، لا سيما المرئي منه والمسموع، يشعرك بأن مسؤولي الإعلام يعملون بروح الفريق الواحد ما يشي بأن إعلامنا السعودي الرسمي في هذه المرحلة يسير في خطى التحديث والتجديد، متجاوزا صعوبات الماضي وما تركته من تحديات.

[email protected]