مجلة: جحا كان ناقدا اجتماعيا ولم يكن مهرجا

الاحد - 03 سبتمبر 2017

Sun - 03 Sep 2017

تفضل الجماهير الغربية قصة جحا من بين القصص الفلكلورية العربية، فبحسب تقرير عنه صدر عن مجلة ذي إكونوميست فهو معروف لديهم على نطاق واسع.

وجحا هو رجل مسن حكيم أحمق، ربما لا يحمل السيف، لكنه ظل جزءا من الثقافة المحلية لعدة قرون، وأثبت عن جدارة فائدته لمطلقي النكات العربية حتى اليوم.

ظهوره

ظهر جحا أول مرة في كتاب عربي في القرن التاسع، وسرعان ما انتشرت الحكايات عنه وتبع العرب إلى صقلية حيث اشتهر بـ»جيوفا» . وفي تركيا، اندمجت أسطورته مع أسطورة الصوفي الروحاني الحكيم المدعو «نصر الدين جحا الصوفي». ويدعي البعض أن جحا ألهم «دي سرفانتس» في رواية «دون كيخوته»..

روح الفكاهة

وعلى الرغم من تكيف جحا مع ثقافات مختلفة، لم تتخل العرب عنه أبدا. حيث إن شخصيته وحكاياته تجمع بين الحكمة والفكاهة. في أحدى القصص، يرى رجل جحا يعبر نهرا هائجا، فيسأله «كيف أعبر النهر؟»، فيجيب جحا من مكانه «أنت عبرت بالفعل!» وفي أخرى يذهب جحا إلى أحد المقاهي ويخبر المالك أن القمر أكثر فائدة من الشمس، وعندما سئل «لماذا» قال «لأن الضوء في الليل أكثر أهمية منه في النهار».

نقد اجتماعي

حكايات جحا ونوادره ليست كلها بريئة، مثل مهرجي أوروبا في العصور الوسطى، الذين اشتهروا بملابس المهرجين الحمراء وكانت وظيفتهم في بلاط الحكام تسلية النبلاء وفي الشارع تسلية العامة، أثبت أسلوبه أنه وسيلة مثالية للنقد الاجتماعي، ففي إحدى قصصه، اقترب ملك من جحا قائلا «كل الحكام العظام في الماضي كان لهم ألقاب بها اسم الله، كان هناك هبة الله ورضي الله، هل يمكنك التفكير في اسم لي؟» سكت جحا لبرهة، ومن ثم قال «معاذ الله».

استهدفت مثل تلك الهجمات في حكايات جحا أحيانا حكاما بعينهم، فقد استهدفت مجموعة من قصصه في القرن الرابع عشر «تيمور لنك» وهو الملك القاسي.

جحا الآن

لم ينس الناس جذور جحا الفكاهية، فقدم للجيل الجديد بصورة تناسبه؛ فعوضا عن تسكعه في القرى في القرون الوسطى، صوره أحد الرسوم المتحركة المصرية وحماره يتعلمان سبل السلامة على شبكة الانترنت. والآن صار تطبيق جحا متاحا على متجر أبل، وهو يحتوي على صوره ونكاته ونوادره.

أرض مشتركة

وشخصية جحا تعد أرضية مشتركة بين الناس في الشرق الأوسط، ففي العام الماضي، التقى رواة القصص من جميع أنحاء الخليج في الإمارات العربية المتحدة للاحتفال بشخصية جحا. فضلا عن توفير الانترنت مساحة أخرى للتقدير المجتمعي؛ إذ أظهرت صفحة مشهورة على موقع ريديت أن هناك عشرات المتطوعين الذين يقرؤون قصص جحا الكلاسيكية بلهجاتهم العربية الأصلية.

الأكثر قراءة