فاتن محمد حسين

الدولة السعودية على أهبة الاستعداد للحج

الثلاثاء - 29 أغسطس 2017

Tue - 29 Aug 2017

استعرض ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - مساء الأربعاء الماضي، استعدادات قوات أمن الحج للعام 1438 في عرض مذهل؛ حيث تابعت محطات التلفزة العالمية هذا الحدث مشدوهة بما تراه فقد شمل استعراضا للعدد والعدة، وفنونا قتالية، ومهارات المواجهة بالحديد والنار؛ في تدريبات وعروض الطيران والآليات، وتدريبات تطهير المباني من الخارجين على القانون لفرضيات عسكرية ومواجهة أي خصم تسول له نفسه المساس بأمن هذه الأرض التي تحتضن المقدسات الإسلامية. مما حدا بقناة BBC البريطانية إلى التعليق على الحدث بأنه ليس أحد أفلام الحركة (الأكشن)، بل إنه عرض عسكري لقوات أمن الحج في السعودية.. وكذلك تحدثت إحدى القنوات الماليزية فقالت: إنه أشبه بأفلام هوليوود، ولكن حقيقته استعراض عسكري سعودي! نعم إنها رسالة من هذه الدولة التي أخذت على عاتقها خدمة الحرمين الشريفين بالتأكيد على جاهزيتها لحماية الأمن والاستقرار والوقوف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه العبث بأمن الحج.

لم يكن هذا الحدث إلا أحد مظاهر جاهزية الدولة السعودية لاستقبال ضيوف الرحمن.. وقد سبق ذلك تفقد مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل لكافة القطاعات المسؤولة عن خدمة الحج، ومنها مجمع صالات الحج والعمرة بمطار الملك عبدالعزيز بجدة، حيث اطمأن على توفر الخدمات والتسهيلات في صالات القدوم، كما اطلع على صالات المغادرة.. بحيث يتوفر بها الإمكانات والتقنيات اللازمة لتقليص الزمن في إنهاء الإجراءات في الجوازات، والحجر الصحي، والجمارك واستلام الأمتعة.

بل إن سموه تفقد جاهزية المشاريع في المشاعر المقدسة، حيث أكد على اكتمال المشاريع التي قدمتها هيئة تطوير مكة والتي بلغت 14 مشروعا بتكلفة 300 مليون ريال، وتوفير مراكز للإيواء من قبل وزارة المالية تستوعب أكثر من 30 ألف شخص، علاوة على افتتاح محطة معالجة مخلفات المجازر بالمعيصم والتي تهدف إلى معالجة مخلفات الأضاحي وتحويلها إلى سماد عضوي، بالإضافة إلى التأكد من جاهزية المجازر وعمليات نقل الأضاحي لفقراء مكة والفائض يوزع على فقراء العالم الإسلامي.

بل إن نائب أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز قد تفقد مجمع الإدارات الحكومية في مزدلفة والتأكد من جاهزيته لتقديم الخدمات لحجاج بيت الله الحرام؛ وهي الإدارات التي كانت متواجدة في منى قبل عامين ثم نقلت للاستفادة من المواقع لحجاج بيت الله الحرام، حيث قامت وزارة المالية بجهود جبارة لنقل تلك الأجهزة وإنجاز المشروع في وقت قياسي.. كما تفقد سموه أعمال إدارات الإمارة، وأمانة العاصمة المقدسة والتأكد من جاهزيتها في أعمال النظافة والمحافظة على البيئة.

ونضيف إلى ذلك اهتمام معالي وزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح بنتن بالإشراف الكامل على كل ما يخص حجاج بيت الله الحرام، منذ وصولهم مطار الملك عبدالعزيز بجدة، ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة والمنافذ البرية، حيث يتم استقبالهم من قبل لجان وزارة الحج ومكتب الوكلاء الموحد بجدة.. حيث أكد معاليه على أنه يتم دخول 40 ألف حاج في اليوم، وإنهاء الإجراءات يتم خلال 40 دقيقة، حيث يستقبلون الحجاج بالورود وماء زمزم والأهازيج الترحيبية، ثم ينقلون إلى منطقة الحافلات التي تشرف عليها النقابة العامة للسيارات، ويتم التوجه بهم إلى مكة إلى مقار سكنهم.

فإذا أضفنا إلى ذلك إشراف معاليه على استعدادات مكتب الأدلاء بالمدينة المنورة، ومكتب الزمازمة ومؤسسات الطوافة أدركنا حجم الاهتمام الذي توليه القيادة السعودية في الاستعدادات لخدمة الحجيج.. وها هي مؤسسات الطوافة قد أعدت المخيمات المقاومة للحريق والمطر في عرفات وقامت بفرشها وفرش مخيمات منى.. بل وحتى مشعر مزدلفة لتوفير أقصى درجات الراحة والطمأنينة لضيوف الرحمن.. بالإضافة إلى توفير متطلبات الإنارة والأمن والسلامة فيها وطفايات الحريق والغذاء الصحي.

كما أن إدارة المرور، التي تعتبر العصب الحيوي للخدمات في الحج، استكملت خططها المرورية ومناقشتها مع الجهات ذات العلاقة، ومنها مؤسسات الطوافة للتأكد من نقل حجاجهم حسب الخطة الموضوعة، كما تم استحداث عدد من النقاط المرورية لمنع المركبات من الدخول للمشاعر المقدسة، بالإضافة إلى النقاط الأساسية لمنع الازدحام والتكدس.

هذا غيض من فيض مما تقوم به الدولة السعودية من خدمات لضيوف الرحمن وتأكيد جاهزيتها.. وها هم ينقلون إلى المشاعر المقدسة يحفها الأمن والأمان من خلال منظومة الخدمات، لتقول للعالم إنها أهل لاحتضان وخدمة المقدسات الإسلامية.