شاهر النهاري

حتى تشاد يا قطر!

الاحد - 27 أغسطس 2017

Sun - 27 Aug 2017

وجمهورية تشاد بلد يقع وسط قارة أفريقيا، ودون أي سواحل، وتحدها ليبيا من الشمال، والسودان من الشرق، وجمهورية أفريقيا الوسطى من الجنوب، وكل من الكاميرون ونيجيريا من الجنوب الغربي، والنيجر من الغرب، وهي خامس أكبر بلد في أفريقيا من حيث المساحة.

بلد فقير، يعتمد على الإنتاج الزراعي والحيواني في اقتصاده، وتصل نسبة الأمية بين البالغين نحو 54,2% من السكان، البالغ عددهم عشرة ملايين نسمة (2005م)، وحسب التقرير العالمي للسكان فإن 25,8% منهم يعيشون في المناطق الحضرية، و74,8% في المناطق الريفية.

وتمثل المساعدات الدولية الرسمية لتشاد نحو 11,6% من ناتجها المحلى الإجمالي، وهي تحتل مرتبة متدنية بين 177 دولة شملها مؤشر التنمية البشرية العالمي؛ إذ أتت في المرتبة 167.

ويزيد من حرج تشاد اقتصاديا توافد اللاجئين السودانيين إليها، والمقدر تعدادهم بأكثر من 200 ألف لاجئ، تضمهم ملاجئ تتعمق فيها المأساة. وهذا ما شجع دولة قطر المحبة للفوضى الخلاقة بالذهاب إلى هناك، من خلال جمعياتها المتلبسة بالإنسانية، والساعية لكل شيء ما عدا الخير.

ظروف تشاد وفقرها جعلاها مرتعا سهلا لقطر، سواء باستقطاب الشباب لأي عمل، ونشر الثقافة المتطرفة، واستخدامها منصة انطلاق لتدمير ليبيا الملاصقة لها، مما يجعلها مرتعا يسيرا، ومنطقة نفوذ تحكم بمنطق رأس المال المتوحش.

وقبل عدة أيام وقفت حكومة تشاد موقفا بطوليا باتهام الدوحة بالسعي لزعزعة استقرارها عن طريق جارتها الشمالية ليبيا، ثم قامت بإغلاق السفارة القطرية في (نجامينا)، ومنح 10 أيام لموظفيها لمغادرة البلاد، استكمالا لاستدعائها سفيرها لدى الدوحة في يونيو 2017م، وأسوة بدول المقاطعة الأربع، وعدد من الدول الأفريقية المتضررة الأخرى.

وعلى إثر ذلك قامت حكومة قطر بحركة بهلوانية التفافية استعراضية عنيفة، بنفس خطة الهروب للأمام، وهي تعتقد أنها بذلك إنما ترعب جميع الدول الفقيرة الأخرى، وكي لا يتكرر منهم نفس ما فعلته تشاد.

فأعلنت الخارجية القطرية عن إغلاق سفارة جمهورية تشاد في الدوحة، وقال مدير المكتب الإعلامي في وزارة الخارجية القطرية، إن سلطات بلاده منحت الدبلوماسيين والموظفين العاملين في سفارة تشاد بالدوحة 72 ساعة كمهلة لمغادرة الأراضي القطرية، معتبرا موقف تشاد «مجرد ادعاءات عارية عن الصحة ولا سند لها»، وأن توقيت ذلك يجعلها ضمن حملة ابتزاز سياسي ضد دولة قطر بقصد الانضمام إلى دول الحصار!

حكومة قطر بذلك تزاول كذبها، وتحاول إرعاب الدول الفقيرة الأخرى المتضررة من إرهابها على مدى العالم، بخشية أن يتعاظم عدد الدول المقاطعة لها، مما يزيد من فضيحتها وكشف خبايا خبث مخططاتها.

حكومة تشاد لو أرادت أن تبتز قطر، فلن تحتاج لقطع العلاقات معها، بل على العكس، فكان من الضروري لها أن تمجد الدوحة، وأن تؤكد على متن علاقاتها بحكومتها، مما يضمن لها الكثير من الأموال والمساعدات، ولكن الدولة الفقيرة، تنبهت لأوضاعها، وهي تعرف أن المال الحرام سبب لكل مشاكل الدول غنيها وفقيرها، وهي تسعى لتنمية ذاتها بقدراتها، وبلوغ مراحل السلام الداخلي، بإبعاد أبنائها وأرضها عن الإرهاب وأهله.

يوم العدالة قادم يا حكومة قطر، فقد عرف العالم بأسره مواطن الخلل والخبث، ولا بد من اجتثاثها قريبا لمصلحة البشرية.

@Shaheralnahari