محمد حطحوط

أمازون.. هل تكرر سيناريو أبل ونوكيا؟

السبت - 26 أغسطس 2017

Sat - 26 Aug 2017

أعلنت أمازون قبل أسابيع استحواذها على شركة (هول فود) وهي سلسة متاجر أغذية تزيد على 450 فرعا في أمريكا وكندا وبريطانيا، وبهذا دخلت في منافسة شرسة مع الإمبراطور (وول مارت)! أمازون تريد إعادة صناعة تجربة العميل في التبضع، وهذه خطوة في حال نجحت، ستغير الكثير حولنا. مشكلة نعاني منها في الحياة المدنية اليوم: هناك احتياجات للمنزل تتكرر بشكل أسبوعي، كالخضراوات والفاكهة والحليب، وهي منتجات لا غنى للمنزل عنها، ولكن الإشكالية أنك لا تستطيع شراءها مرة في الشهر، لأن وقت صلاحيتها محدود جدا، ويبقى خيار أن تتبضع بشكل أسبوعي، وهذا أصبح روتينا مملا، في ظل طلبات الحياة التي لا تنتهي. أمازون لديها حل مذهل، وذلك بتقليل الوقت المستغرق من 30 دقيقة إلى 30 ثانية، وذلك عن طريق جمع طلباتك في تطبيق خاص، وتذهب للمتجر الغذائي، وتستلم طلبك وأنت في السيارة! هذا هو الخيار الأول، لأن هناك خيار آخر أكثر جمالا، وهو أن تختار وقتا محددا في الأسبوع، الوقت الذي يناسب جدولك المزحوم، لتأتيك سيارة أمازون فيها الحاجيات التي تريد! وهذا بحد ذاته سيقلل من نسبة ذهابك للمتاجر، لأن 90% من احتياجات المنزل هي أشياء معروفة مسبقا ومتكررة.

هذا التوجه يبدو هو المستقبل في قطاع المتاجر الكبيرة، لأن التجارب تبدأ عادة في أمريكا، ثم تنتقل للعالم في حال نجاحها، ولهذا أحس (وول مارت) بالخطر، وأصبح يقدم حاليا هذه الخدمة مجانا، شريطة أن يكون الطلب لا يقل عن 30 دولارا! هذا سيغير الكثير، بما في ذلك التسويق ذاته، حيث تقاتل كثير من المنتجات تسويقيا على وجودها في الرف، وهذا يعني فقدان الرف لأهميته التسويقية التأريخية، وستذهب الملايين التي تدفعها الشركات سنويا لمحلات التجزئة لضمان وضع منتجاتها في مكان قريب من العين، لتنصب في التسويق المباشر للعميل في جواله وسنابه وقريبا واتسابه، بعد تداول أخبار أن شركة فيس بوك -مالك الواتس اب- تبحث خيارات الإعلان في تطبيق الواتس اب.

نحن في عالم لا يرحم، فالذي لا ينتبه لتغير رغبات واحتياجات عملائه سيخسر الرهان ويخرج من السوق، ولهذا يسابق وول مارت الزمن لتلبية ذائقة مرتاديه، وأن لا يكرر الخطأ التأريخي لشركة نوكيا، والتي كانت تتربع على عرش الجوالات في العالم، عندما قالت عبارتها الشهيرة: الايفون جهاز غبي، وسعره غال جدا، ولا يمكن أن ينجح! بعد أربع سنوات فقط -تخيل أربع سنوات- تعلن نوكيا إفلاسها!

محمد حطحوط

@mhathut