رشا العلياني

فكر قبل أن تندم

الجمعة - 25 أغسطس 2017

Fri - 25 Aug 2017

من المؤسف جدا وجود خلافات وحروب في الوقت الذي كان يظنه الأجداد لنا أنه عهد السلام والأمان، ولكن وجود هذا النوع من التجاوزات والتعديات بات متوارثا بين بعض الدول من فترة لأخرى على اختلاف النتائج التي تخلفها والأهداف التي تحلم بها، فبات الألم اليوم أكبر من ألم الحرب العالمية الثانية، لأننا نتحدث هنا عن انفصال الدول، انفصال الشعوب وأكثرها ألما انفصال الأشقاء!

إن وجود قدوة صالحة واحدة على الأقل في حياتنا كفيلة بتعليمنا ما يكفي من دروس الحياة الجميلة والعصيبة في آن واحد، الصحيح والخاطئ، الخير والشر، البناء والهدم، الوفاء والخيانة..الخ، فليس منا أحد لم يتعلم من مواعظ ومواقف سعود الفيصل –رحمه الله - تحديدا من مقولته الشهيرة «إننا لسنا دعاة حرب، ولكن إذا قرعت طبولها فنحن جاهزون لها»، فالإنسان بطبعه وفطرته يكره الحرب والشر والقطيعة، ولكنه يلجأ إليها في أوقات الانتهاكات ونقض العهود والتعديات التي قد تصدر من الآخرين أملا في العودة للصواب واستشعار الذنب المقترف.

وعلى ما يبدو لنا أنه كلما أوشك السلام أن يظلل كل أرجاء العالم أشعلوا شموعهم أملا في إحياء فتنة الحروب مجددا، «ماذا بعد؟» هو سؤال المتضرر للفاعل دائما عقب كل مرة يرفع فيها راية القتال، والأكيد أن الأخوة والصلة والوفاء بالعهود لا تقدر بأي ثمن، لذلك دائما أقول: فكر قبل أن تندم.