مانع اليامي

مدير جودة غير سعودي.. القصة طويلة!

الجمعة - 25 أغسطس 2017

Fri - 25 Aug 2017

مقالي هذا كله عن قصة واقعية مؤلمة، والصحيح أنها لا تؤلم إلا المحب للوطن، الغيور على المصالح العليا. الشيء بالشيء يذكر، والقريب جدا إلى الصحة أن البعض قد تمر به الأحداث مرور الكرام دون أدنى استفادة أو حتى اعتبار، رغم أن الحياة في كل مساراتها دروس وعبر.

البداية من تصرفات مدير جهة رسمية جاءت به الصدفة عكس إمكاناته أو لنقل ضرب الحظ غير السعيد، وعلى الفور بعد قرار تعيينه المفاجئ للعقلاء من الأساس، بدأ على غير هدى بتفريغ الهيكل التنظيمي للإدارة، وتوالت قراراته غير الموفقة، القرار تلو الآخر، وكل قرار أكثر تلوثا بالشوائب من الذي قبله.. الرائحة تزكم الأنوف، هذا المؤشر الأكثر وضوحا في وقته، بعض المراقبين توقعوا غرق المركب وكسبوا الرهان دون عناء، وحدهم شلة التطبيل كانوا في غيهم يسبحون، العبارات نفسها التي يرددونها في حضرة السلف هي نفسها الحاضرة أمام الخلف، تبا لهم إلى أقصى الحدود، ودون انقطاع.

الشاهد في القصة أن مدير الجودة في تلك الجهة، وهو غير سعودي، مرر بالتصفيق والانحناء كل القرارات التي تسحب الأداء للخلف، بل تعصف بكل شيء، رغم علمه بتعارضها الصريح مع معايير الجودة المرعية. لا أخفيكم سرا بصفتي شاهدا على العصر أنني فاتحت المذكور (أي مدير الجودة) في الموضوع بصراحة ومهنية، وقتها لم أر مثله شبيها لطائر النعام.

قلت له حينها، وكبير الظن أنه الآن يذكر الموقف جيدا هو وبعض رفاقه، قلت له وما زلت عند قولي «لو أن القرار بيدي لألغيت عقدك فورا، وأول الأسباب أنك في جهة تعمل من أجل صحة وسلامة الناس وفق معايير بذلت الدولة في سبيل تحقيقها الكثير من الجهد والمال، ولم تدافع عن شرف المهنة ولو بنصيحة»، صمت وبرر كل ما حدث بتوجيهات المدير.

هذه المصيبة ومثلها تأتي عطفا على إسناد المراكز الوظيفية الحساسة إلى فئة العاملين المتعاقدين الذين يخضعون بطبيعة حالهم لكل التوجيهات كيفما كانت من أجل البقاء، حتى لو كانت ضد المصلحة العامة، هذه هي الحقيقة المرة. وبكم يتجدد اللقاء.

[email protected]