عبدالغني القش

وزارة الحج.. منبر سلام بحاجة لإعلام!

الجمعة - 25 أغسطس 2017

Fri - 25 Aug 2017

تقوم وزارة الحج والعمرة بعمل دؤوب فهي الجهة الموكل لها التنسيق مع الجهات الحكومية والأهلية لتيسير إجراءات أداء المناسك، وضبط وتقنين الخدمة من خلال تطوير الأنظمة وتوظيف التقنية ورفع كفاءة العاملين في خدمة ضيوف الرحمن، وإكمال البنى التحتية بهدف توفير ضيافة إسلامية بمعايير عالمية.

وتعمل على الارتقاء بالخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين وتطوير أعمال مهنة الطوافة، والوكالة والدلالة، وحج الداخل باستخدام أحدث وسائل التقنية، وتسعى جاهدة أن يكون الحج سهلا وميسرا من خلال الجهود البشرية والتقنية المقدمة.

وقامت مؤخرا بعمل بوابة لها لتمكين الزوار من الوصول إلى جميع المعلومات المتعلقة بالحج والعمرة والزيارة، والحصول على الخدمات المقترنة بهم بكل يسر وسهولة، وفقا لاحتياجات الزوار ومراعاة لأكثر الخدمات طلبا واستخداما، وتم إنشاء حساب في قنوات التواصل الاجتماعي للرد على المقترحات والإجابة على التساؤلات وسهولة استطلاع الرأي ومعالجة ما قد يرد على البوابة.

وتم مؤخرا تدشين المسار الالكتروني لحجاج الداخل والذي يقوم بتقديم الخدمة لراغبي الحج من المواطنين والمقيمين في المملكة العربية السعودية.

وقد دأبت وزارة الحج والعمرة منذ سنوات طويلة على عقد ندوة الحج الكبرى وذلك منذ عام 1390 وانتظمت منذ عام 1397 بمشاركة كبار علماء ومفكري ومثقفي وأدباء العالم الإسلامي خلال مواسم الحج، وذلك تأكيدا للدور الشامل الذي يتضمنه مفهوم الحج بصفته تجمعا دينيا وعلميا يتم عبره التعارف والتواصل الديني والمعرفي بين المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها.

وستكون هذا العام بعنوان «الحج منبر السلام.. من بلد الله الحرام»، وتنطلق أعمالها اليوم بمكة، والمحور الخامس فيها عن تطبيقات الإعلام الرقمي وأثرها في خدمة الحج.

ومؤخرا تم عقد الملتقى العلمي السابع عشر لأبحاث الحج والعمرة والزيارة، وذلك في جامعة طيبة بالمدينة المنورة شارك فيه صفوة من باحثي الجامعات السعودية، والعاملين المختصين بالأجهزة الحكومية والأهلية، بلغ عددهم أكثر من 200 باحث ومشارك بواقع 46 بحثا وورقة عمل تم تقسيمها على 8 جلسات، إضافة إلى 66 ملصقا علميا جميعها تم تحكيمها ونشرها في السجل العلمي للملتقى.

وكان أحد المحاور متعلقا بالإعلام، ولكني أقولها وبكل أسى وأعلنها بكل أسف إن الملتقى لم يحظ بالتغطية الإعلامية المطلوبة، وربما لم يعلم به إلا القائمون عليه والمشاركون فيه.

وهذا القول ينسحب على أنشطة الوزارة أيضا، فالندوة الكبرى لا تتم تغطيتها بالشكل الإعلامي المطلوب ولا يتم نقلها عبر القنوات العالمية ولا تتم ترجمتها على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذل فيها والإعداد المسبق لها وللمشاركين فيها ولضيوفها، ومن المفترض أن تكون كبرى بكل ما تعنيه الكلمة بحيث تصبح دولية ويتابعها العالم أجمع،

فهي ثرة بمواضيعها وغنية بمحتواها، وقد سبق أن طرحت على معالي وزير الحج السابق مقترحا أن يكون الإعلام أحد مواضيعها القادمة «الحج في وسائل الإعلام»، وأملي لم يتحقق بعد، ولعله يكون مدرجا ضمن اهتمامات القائمين عليها.

والوزارة بشكل عام تضطلع بمسؤولية كبرى وتواصل مهامها طوال العام وبخاصة بعد فتح باب العمرة، فتعتني بالملايين الذين ربما تجاوز عددهم الثمانية ملايين في العام الماضي، ويتم التخطيط لاستقبال ثلاثين مليون زائر ومعتمر، وهذا كله يفترض أن يواكبه إعلام نشط، وأن تخصص له قناة تلفزيونية تعمل طوال العام وليس فترة محددة، وبلغات العالم، وهكذا فيما يتعلق بالإعلام الجديد والإعلام التقليدي؛ فالجهود جبارة والإنجازات حقيق بأن تظهر والمجهودات جديرة بأن تبرز، فهل تفعل وزارتنا وتنهض إعلاميا، والأهم: هل يواكب ذلك إعلامنا وباحترافية ومهنية عالمية عالية؟

[email protected]