تحويث الدوحة

الخميس - 24 أغسطس 2017

Thu - 24 Aug 2017

باتت إيران متغولة في الداخل القطري، مستغلة كل التناغم السريع في تطابق سياساتها مع الدوحة تجاه الخليج والمنطقة، وخاصة بعد إعلان وزارة الخارجية القطرية أمس الأول إعادة سفيرها إلى طهران لممارسة مهامه الدبلوماسية، وهو ما اعتبره محللون سياسيون مرحلة من مراحل عدة ترسمها إيران للتغول داخل قطر وتحويلها إلى حزب الله أو حوثي جديد.

استسلام للضغوط الإيرانية

وقال رئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية الدكتور محمد السلمي لـ«مكة» «نحن لسنا أمام مفاجأة تناغم إيراني قطري في السياسات، لأن هذا التناغم كان موجودا مسبقا تحت الطاولة، ولكنه الآن بدأ يظهر علنا وعلى السطح»، واصفا الدوحة بالتي استسلمت للضغوط الإيرانية لإعادة السفير.

وأكد أن إعلان الخارجية القطرية عن عودة السفير القطري إلى طهران هو امتداد للتناغم السياسي بين قطر وإيران، موضحا أن هذا التناغم بدأ عندما شاركت الدوحة طهران في مسألة تدويل الحج، مرورا بتوحد مواقف الدولتين في الإضرار بأمن البحرين، وكذلك دعمهما لميليشيات الحوثيين.

الشعب القطري يتضرر

وأوضح السلمي أن هذه الدرجة التي وصل لها التناغم السياسي الإيراني القطري في كل ما يتعلق بقضايا المنطقة، ربما يضعنا مستقبلا أمام ما هو أكبر، مثل مناورات عسكرية بين الدولتين، وربما اتفاقات على تمرير أسلحة بطريقة ما إلى الحوثيين، مشددا على أن المنطقة مقبلة على بداية مشروع إيراني كبير في قطر، وأن الدوحة ستخرج عن السيطرة، وستصبح قطر حزب الله أو حوثيا جديدا إن لم يتدخل العقلاء في الدوحة.

وأشار السلمي إلى أن المتضرر الأول من كل ذلك، ستكون هي الدولة القطرية والشعب القطري، وأنه إذا استمرت الدوحة في توجهاتها، فإنها لن تستطيع التراجع، وهي تعلم أن كل تقارب مع إيران يزيدها بعدا عن المنظمة الخليجية، محذرا من ما أسماه ذكاء الإيرانيين في التغول

السريع في الداخل القطري، متوقعا أن نشهد سيطرة إيرانية سريعة على صناعة الاقتصاد والجوانب الثقافية والاقتصادية، وأن الخطر الأكبر هو السيطرة على الهوية القطرية والأمن الفكري القطري.

دعم ميليشيات الحوثيين

من جهته، أشار الصحفي السعودي خالد المطرفي إلى أن قطر بدأت تستغل توجهات إيران وأهدافها في المنطقة لإشغال الرأي العام عن الأزمة الحقيقية بينها وبين الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، عبر دعم أحزاب يمنية مدعومة من الدوحة في الداخل اليمني لتوجيهها نحو قوات التحالف.

وأوضح أن عودة السفير القطري إلى طهران يؤكد أن ما يحدث ضد حزب صالح «المؤتمر العام» من قبل ميليشيات الحوثي هو نتاج تحالف قطر مع إيران، حيث بدأت قطر بالاستجابة لتوجيهات إيران وتحريك الأحزاب التي تدعمها الدوحة ضد حزب المخلوع، الذي ترى طهران أن قطر قد تلعب دورا أكبر من الدور الذي كان ينفذه لها المخلوع علي صالح داخل اليمن.

ملامح التغول الإيراني في قطر

1 تناغم السياسات الهادفة إلى الإضرار بأمن المنطقة

2 تبادل السفراء والممثليات الثقافية والعسكرية

3 الاستسلام القطري للضغوط والابتزازات السياسية الإيرانية

4 المناورات والتعاون العسكري

5 صناعة الاقتصاد والجوانب الثقافية والاقتصادية

6 السيطرة على الهوية والأمن الفكري القطري