حسن علي القحطاني

موسم الحج أكبر سوق لطالبي الوظائف

الخميس - 24 أغسطس 2017

Thu - 24 Aug 2017

مكة المكرمة، مدينة استثنائية ليست ككل مدن العالم، من حيث الطبوغرافية والتوافد اليومي عليها كقبلة ووجهة دينية لأمة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، تتنوع أسواقها بين تاريخية تقاوم التغيير بالتراجع والانحسار وأخرى تتعافى على أنقاض الأسواق القديمة وثالثة لفظت أنفاسها الأخيرة، ورابعة أسواق عشوائية غير مأسوف عليها، ما سنركز عليه اليوم هو أن موسم الحج أكبر سوق لطالبي الوظائف «الموسمية» بالعالم، سواء للمواطنين أو المقيمين أو القادمين من الخارج بتصاريح عمل موقتة، حيث يوفر أكثر من 200 ألف فرصة عمل في الفترة الممتدة ما بين الأول من ذي الحجة إلى العشرين منه، وبمكافأة مالية لا تقل في متوسطها عن 3 آلاف ريال سعودي أي ما يعادل 800 دولار، ويعتبر موسم الحج موسم الحصاد الذي ينتظره أهل مكة، حيث يفتح لهم الباب واسعا أمام مشاريع صغيرة ترتبط بأنشطة الحجاج، لا سيما في عمليات البيع والشراء والتي تعد مصدرا ممتازا لزيادة وتحسين دخولهم، فيما يحظى أبناء مكة المكرمة والمدينة المنورة بالقدر الأكبر من هذه الأعمال، إضافة الى مدينة جدة التي تعد بوابة الحرمين والسوق التجارية الأبرز في المملكة، إن الوظائف التي يوفرها موسم الحج تتنوع ما بين وظائف الجهات الرسمية ممثلة في وزارة الحج، وأخرى توفرها مؤسسات القطاع الخاص، تتركز وظائف الجهات الحكومية في قطاع الخدمات التي تتمثل في مرافقة الحجاج وإرشادهم، وحراسة المخيمات وتنسيق النظام داخلها، وقيادة المركبات التي تنقل الحجاج بين المشاعر وأعمال النظافة، ومؤسسات الطوافة وشركات حجاج الداخل تتسابق في جذب الشباب لشغل الوظائف التي يحتاجون إليها في خدمة الحجيج، وذلك ابتداء بقيادة الحافلات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة والتي تتطلب سنويا حوالي 20 ألف وظيفة للسائقين والفنيين والإداريين، مرورا بمؤسسات الطوائف وشركات الحراسات الأمنية للمخيمات، وانتهاء بشركات التغذية والخدمات وغيرها، لتصل المحصلة إلى حاجة موسم الحج لأكثر من 200 ألف وظيفية سنويا.

آخرون وغالبيتهم من الطلاب، فضلوا العمل الحر وانطلقوا في المشاعر المقدسة، وعمدوا إلى فتح مباسط موقتة لممارسة عمليات البيع والشراء، يجنون منها مردودا ماليا ممتازا، فضلا عن خبرات ثقافية واجتماعية يكتسبونها من خلال التعامل المباشر مع شتى أنواع الثقافات من مختلف الجنسيات.

في دراسة صادرة عن الغرفة التجارية بمكة، توقعت أن تحقق السعودية عائدات تصل إلى 8.5 مليارات دولار من موسم الحج هذا العام، حيث من المنتظر أن تستقبل مكة المكرمة حوالي مليوني حاج، وبحسب الدراسة الصادرة من الغرفة التجارية بمكة المكرمة، فإن متوسط إنفاق الحاج الآتي من الخارج يبلغ حوالي 17 ألف ريال أي ما يعادل 4633 دولارا، فيما ينفق الحاج المقيم 4948 ريالا أي 1319 دولارا، وتشمل هذه المصاريف السكن والأكل والشرب والهدايا والاتصالات والنفقات الأخرى.