أحمد صالح حلبي

ذوو الاحتياجات الخاصة وخدمة الحجيج

الخميس - 24 أغسطس 2017

Thu - 24 Aug 2017

المتابع لأنشطة وبرامج خدمات شباب مكة المكرمة خلال موسم العمرة سواء كان ذلك في شهر رمضان المبارك أو قبله، يلحظ مدى إصرار هؤلاء الشباب على تقديم خدمات خاصة ومميزة للمعتمرين، سواء كانوا من القادمين من خارج المملكة أو من داخلها، فخدمة المعتمرين هدفهم الأسمى، وهذا ما رأيناه بأعمالهم المقدمة، وسمعناه من عبارات الشكر والتقدير التي نقلتها أفواه المعتمرين المستفيدين منهم.

وليس غريبا أن مثل هذه الأعمال من أبناء مكة المكرمة الذين يثبتون كل يوم جدارتهم، ويؤكدون إصرارهم على خدمة قاصدي البيت الحرام من معتمرين وحجاج، سواء كان ذلك من خلال الجمعيات والمؤسسات الخدمية أو الأهلية، وما زال هناك الكثير ممن يطمحون في الوصول إلى خدمة ضيوف الرحمن غير أن ظروفهم الخاصة تحول دون ذلك.

ومن هؤلاء فئة ذوي الاحتياجات الخاصة من الجنسين الذين ينظرون لأقرانهم وهم يقفون هنا ويمدون يد العون والمساعدة هناك، في حين يجدون أنفسهم محرمين من هذا العمل الإنساني والشرف الرباني.

وما نأمله من المؤسسات والجمعيات الخيرية خاصة جمعية مراكز الأحياء ومشروع تعظيم البلد الحرام باعتبارهما من أقوى وأكثر الجمعيات والمؤسسات برامج خدمية، أن يسعيا للعمل على إشراك ذوي الاحتياجات الخاصة ببرامجهم الخدمية من خلال رصد المعلومات أو إعداد التقارير.

فسعادة أبناء مكة المكرمة وبناتها تكمن في خدمة قاصدي البيت الحرام من معتمرين وحجاج، إذ ينظرون إلى العمل التطوعي خاصة في موسم الحج كعمل إنساني عظيم لا يحظى به غيرهم من أبناء العالم.

وعلينا أن نفخر بهؤلاء الشباب والفتيات

وبإصرارهم، وما يحملونه من آمال وتطلعات، وما يسعون لتقديمه من أعمال ينقلون من خلالها صورا جميلة ورائعة، ليس عن شباب وفتيات مكة المكرمة، بل عن الأسر المكية وشعب المملكة العربية السعودية عامة، فمن خلال إصرارهم على العمل يبرزون الصورة الحقيقية للشباب السعودي، المتهم بالقصور والطيش والأنانية.

ولا يمكننا إنكار أو تجاهل الدور الذي يؤديه ذوو الاحتياجات الخاصة في خدمة المجتمع، فهم كغيرهم يحملون طموحا وأفكارا إيجابية، لكنهم يفتقدون الدعم والتشجيع من البعض، وإصرارهم على خدمة قاصدي البيت الحرام، دون النظر لكسب مادي يجنونه، خطوة عملية صادقة ينقصها الدعم والتشجيع.

فإن كان ذوو الاحتياجات الخاصة يحظون برعاية خاصة واهتمام من قبل الدولة ومؤسساتها، وإن كانت برامج دمجهم في المجتمع والحياة العامة بهدف إظهار طاقاتهم وقدراتهم، تسير بشكل جيد، لجعلهم منتجين في المجتمع مساهمين في تنميته، فإن المؤسسات والهيئات والجمعيات أضحت مطالبة اليوم بالعمل على تقديم خدماتها لهذه الفئة وإشراكها لتقديم الخدمات والإرشاد لضيوف الرحمن، وليجعلوا منهم أعضاء فاعلين قادرين على الاعتماد على أنفسهم وعلى خدمة الآخرين، وخوض معترك الحياة، وتوفير الفرص الكفيلة لتحسين مستوى حياتهم، وتحقيق الاستقلالية وإزالة العراقيل والصعاب التي تعترضهم للوصول إلى مستوى حياة أفضل.

وأملنا أن يحظوا بما يطمحون إليه ويجدوا دعم وتشجيع مسؤولي القطاعات الحكومية قبل مؤسسات وجمعيات القطاعات الخدمية والخاصة.

[email protected]