حج عام 2030

الأربعاء - 23 أغسطس 2017

Wed - 23 Aug 2017

الطيران هو محور هذا المقال، لن أخوض في جوانب أخرى، ربما أتناولها في مقال آخر مستقبلا بمشيئة الله. سوف أحاول جاهدا تبسيط الأرقام مبتعدا عن الكسور تسهيلا على القارئ وتركيزا على الهدف. ما أرقام الحج والعمرة في رؤية 2030؟، سأختزلها في رقمين هما «30 مليون معتمر و6 ملايين حاج». أي في لغة الطيران 72 مليون مسافر. ماذا يعني هذا الرقم؟، من خلال التقرير السنوي لهيئة الطيران المدني السعودي لعام 2016، فإن عدد المسافرين بالنسبة لرحلات المغادرة والوصول الدولية في جميع مطارات المملكة كان 72 مليون مسافر (سائح، تاجر، زائر، معتمر، حاج، مبتعث، للعلاج، للعمل.. إلخ).

الحج بين عامي 2016 و2030 تقول الإحصائيات إن عدد حجاج العام الماضي بلغ 1,325,000 حاج تقريبا، أي أن العدد المتوقع في عام 2030 وهو «6 ملايين حاج» يعادل خمسة أضعاف العدد الحالي تقريبا. بالنسبة للطيران، استخدم 94% من الحجاج وسيلة الطيران للوصول إلى الأراضي المقدسة و6% توزعت بين البحر والبر. معنى ذلك، أن حركة النقل الجوي للحجاج فقط «وليس المعتمرين» عام 2030 سوف تعادل نصف الحركة الجوية الدولية الحالية لمطارات جدة والمدينة والطائف مجتمعة والتي بلغت عام 2016 قرابة 25 مليون مسافر. أما عن دور الناقلات الوطنية «الخطوط السعودية وطيران ناس» في الموسم الماضي فقد نقلتا ما مجموعه 438 ألف حاج «338 ألف حاج و100 ألف حاج» بالترتيب من أصل 1,246,000 حاج، أي أن حصتنا من سوق الحج كانت 35% فقط!

كيف نستعد لهذه الأرقام؟

حكوميا الشروع في إنشاء المطار الحلم «مطار الملك سلمان بن عبدالعزيز في مكة المكرمة» في منطقة الجموم (أرجو العودة لمقال سابق بعنوان: 2030 تعيد الحياة إلى مطار مكة). أما بالنسبة لشركات الطيران في المملكة فالمطلوب هو التخطيط المبكر لضمان الاستحواذ على سوق الحج والعمرة، فنحن أهل السوق والأدرى به (عيب أن يباع الماء في حارة السقائين)، إن الأرقام مغرية وكفيلة باستبدال نظام استئجار الطائرات بملاحيها Wet Lease والانتقال إلى شراء الطائرات أو استئجارها بنظام Dry Lease وتوظيف الكوادر لتشغيلها. طرح المزيد من الفرص الاستثمارية بالنسبة للخدمات المساندة في المطارات ودعم ما هو قائم حاليا. إن على القطاعين العام والخاص أخذ موضوع الحج والعمرة بجدية واهتمام أكبر، وذلك من خلال استحداث إدارات «فعالة» مسؤولة عن الحج والعمرة تسويقيا وتشغيليا، تدار بأسلوب حديث بعيدا عن البيروقراطية والنمط التقليدي.

ALSHAHRANI_1400@