فاتن محمد حسين

الهيئة العامة للإحصاء وخططنا الاستراتيجية للحج

الأربعاء - 23 أغسطس 2017

Wed - 23 Aug 2017

بمزيد من التقدير والعرفان تسلمت على إيميلي الخاص تقرير (الهيئة العامة للإحصاء) من إدارة الإعلام والوعي الإحصائي والذي أفاد: بأن 24 مليون حاج خلال عشر سنوات تشرفت المملكة بخدمتهم، بالإضافة إلى إحصائيات أخرى جوهرية. وهذا العدد في الإحصائية يمثل فقط الحجاج دون المعتمرين، والذين قد يصلون إلى عشرات الملايين تضاف إلى الرقم.

وحقيقة فإنه لن تستطيع أية دولة استيعاب تلك الإعداد وتقديم أرقى الخدمات إلا إذا توفرت لديها مقومات النجاح، والمسؤولية الاعتبارية، والكوادر البشرية المؤهلة للإنجاز، والعزيمة والإخلاص وأمانة الكلمة، وهذا ما يتوفر في القيادة السعودية التي تعتبر الحج من أولى أولوياتها.

ويشيد بالدور السعودي في خدمات الحج كل من تطأ قدماه هذه الأرض الطيبة فيستشعر الأمن والأمان، وحفاوة الاستقبال، وكرم الضيافة وبشهادة الكثيرين من رؤساء بعثات الحج والوكالات السياحية في كافة المؤسسات - وعلى سبيل المثال لا الحصر - مقطع الفيديو الذي قدمته مشكورة مؤخرا صحيفة مكة الالكترونية والذي ظهر فيه معالي وزير الأوقاف والإرشاد اليمني يشيد فيه بجهود المملكة في استقبال أفواج الحجاج عن طريق منفذ الوديعة؛ حيث وصل أول فوج بتاريخ 19/11/1438، كما تحدث عن الصعوبات التي واجهها الحجاج في بلادهم والعراقيل التي وضعها الحوثيون، هذا فضلا عن الشائعات المغرضة حول الشرعية ودور المملكة العربية السعودية، في حين أن ما وجدوه من تسهيلات منذ دخول الباصات للمنفذ كانت منقطعة النظير؛ حيث وجدت سيارات إسعاف، ومخيمات العيادات الطبية الرجالية والنسائية، والتطعيمات اللازمة، والأطعمة الجاهزة، وتكثيف عدد الكاونترات في الجوازات وتكثيف عدد موظفي الجمارك، فقدم جزيل شكره وتقديره للقيادة السعودية على كل تلك التسهيلات.

بدوره أشاد المشرف على قطاع ساحل البحر الأحمر بمؤسسة الدول العربية الأستاذ عبد الرزاق حسنين بدور المملكة في التنسيق المبكر بين القيادة السعودية من جهة ممثلة في معالي وزير الحج والعمرة الدكتور محمد بنتن والقيادة الشرعية في اليمن حيث يصل عدد الحجاج القادمين للحج هذا العام (أربعة وعشرين ألفا ومائتين وخمسة وخمسين حاجا) وذلك بعد الزيادة 20% من عدد الحجاج عن العام الماضي، بالمكرمة الملكية بعد اكتمال مشاريع التوسعة السعودية في الحرمين الشريفين.

وفي مثل هذه اللقاءات يكون الاستقبال من المطوفين على مستوى الحدث؛ حيث يستقبل الحجاج بالورود، وبماء زمزم، والأهازيج الترحيبية مما ينبئ بكرم الضيافة وحفاوة الاستقبال وهو شرف الخدمة الذي يستشعره المطوف ونابع من الولاء للمهنة الذي توارثه عن أجداده، فأصبحت خدمة الحاج شرفا ومسؤولية وأمانة يتمثلها في خدمة حجاجه، فهو يعمل ليل نهار مواجها كافة التحديات بصدر رحب لتسهيل أداء الحجاج لمناسكهم.

وأما ما تقدمه هيئة الإحصاءات العامة من أرقام وبيانات حول أعداد الحجيج وزيادة أو نقص الأعداد وكل ما يخص الحج فإنما هو - وكما أشار إلى ذلك المتحدث الرسمي للهيئة الأستاذ تيسير المفرج - لمساعدة كافة أجهزة الدولة على التخطيط والتطوير لكل ما يتعلق بخدمة حجاج بيت الله الحرام. كما أنها تساعد على استكمال الخطط المستقبلية وتأمين الخدمات اللازمة سواء الخدمات الصحية واللوجستية، والأمنية، والمواصلات.

لذا فإن على الجهات المعنية بخدمة الحجيج أخذ تلك الإحصاءات نواة لإعداد الخطط الاستراتيجية، والتنفيذية، والتشغيلية، ولوضع البنى التحتية اللازمة لتقديم الخدمات، بل وتحقيق الجودة الشاملة لتلك الخدمات وتطويرها بما يحقق رضا العملاء، وتوظيف العمليات الإدارية الأربعة (تخطيط وتنظيم وتوجيه ورقابة) لتحقيق أعلى مستويات الرضا لحجاج بيت الله الحرام الذين هم هدفنا الأول.

كما أنه يستفاد من تلك الإحصاءات في توفير وتدريب وتأهيل القوى العاملة، والكوادر البشرية اللازمة لخدمة الحجيج والمحافظة على أمنهم وسلامتهم.. بل إنها جوهرية لدراسة التجهيزات اللازمة والمرافق الأساسية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة كافة، خاصة في ظل رؤية المملكة 2030 والتي يصل عدد الحجاج فيها إلى 5- 6 ملايين حاج.

وبالنسبة لمؤسسات الطوافة -علاوة على ما سبق – عليها توفير مكاتب الخدمة الميدانية لتلك الأعداد والاحتياجات اللازمة للإناث وخدمات تراعي خصوصيات الحاجة ومتطلباتها، وكذلك التنسيق مع النقابة العامة للسيارات بعدد الاحتياج الفعلي للباصات، والتي بدورها تقوم بالتنسيق مع شركات النقل وتوفير معايير ومواصفات عالية للباصات، ومقومات الصيانة السريعة في حالة الأعطال، وكذلك التنسيق مع وزارة النقل لتحديد إمكانات قطار المشاعر لاستيعاب الأعداد المتزايدة.

شكرا للهيئة العامة للإحصاء على تلك البيانات والإحصاءات، والتي تعتبر أساسا مهما لوضع الحلول للمشكلات، ومواجهة التحديات، والوصول إلى قرارات حكيمة، وتحقيق الأهداف المرجوة، ومزيدا من الشكر للقيادة السعودية على كل ما تبذله لتسهيل رحلة الحج الإيمانية لحجاج بيت الله الحرام.

@Fatinhussain