عن وزارة الإعلام نتحدث

الثلاثاء - 22 أغسطس 2017

Tue - 22 Aug 2017

u0645u062du0645u062f u062du0637u062du0648u0637
محمد حطحوط
يكتب هذا المقال قبيل غروب شمس الحادي والعشرين من أغسطس لعام 2017، من ولاية تنسي الأمريكية، حيث يعتبر هذا اليوم تأريخيا بالنسبة لأمريكا الشمالية، حيث كسفت الشمس بالكامل ظهرا، وهو حدث نادر لأنه سيتكرر هنا بعد 500 سنة من الآن! اللافت للانتباه أن الدولة -كل أجهزة الدولة- سخرت كل شيء للاستفادة من هذه الظاهرة الكونية. بدأ التسويق مبكرا للحدث، وبدأ الاستعداد والتشويق من أشهر، لدرجة أن فنادق مدينة ناشفيل -كمثال- تم حجزها عن بكرة أبيها قبل بدء الكسوف بشهر! حتى غير المهتم بمثل هذه الأمور وجد نفسه في وسط عاصفة من حديث الإعلام والناس والانتظار للحظة التأريخية. المدارس كلها شاركت في هذه الاحتفالية، حيث فتحت الجامعات أبوابها لاستقبال طلاب المدارس وتثقيفهم وبناء جسور تواصل مع المجتمع، في حين جامعات سعودية حريصة على بناء جدار إسمنتي فعلي يحيط بها، مما يسبب بناء لحاجز نفسي أكثر طولا وأثرا من الإسمنت!

التسويق الكبير للفعالية جعلها مصدر دخل هاما وتم صرف مئات الملايين من الدولارات وأحدث حراكا اقتصاديا داخل المدن التي تستضيف الكسوف الكلي. وهذا لا يلغي التأمل الشرعي لحادثة كونية والتفكر فيها كما فعل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

في المقابل لدى المملكة حدث مذهل يتكرر كل عام اسمه (الحج)، قد لا يوجد مسوغ للمملكة أن تباهي به، لأن هذا واجب لا منة لها فيها، ولكن يمكن صناعة مئات القصص الجميلة التي تجوب العالم لتقدم صورة إيجابية عن الإسلام أولا وعن المملكة ثانيا. أطلقت وزارة الثقافة وسم #السعودية_ترحب_بالعالم وهذا شيء جميل وخطوة رائعة من معالي الوزير، والطموح أن تكون هذه الرسالة عالمية وليست محلية، فما زالت هذه الحملات موجهة للشعب السعودي، وهو يعرف تماما جهود حكومته في هذا الباب وليس بحاجة لتذكير، ولكن نريد أن تصل هذه الحكايا الجميلة للمسلم في لندن عبر القنوات التسويقية، وتصل للمسلمة في جاكرتا.

جمعني لقاء بوزير الإعلام في أسبوعه الأول، وشدني أنه متابع للصحافة الأجنبية وما تقوله عن المملكة، وله جهود مميزة حاليا في هذا الباب وقبلها عندما كان سفيرا في ألمانيا، ولكن لا قيمة لهذه الجهود الفردية ما لم تحول لاستراتيجية وطنية يقوم عليها فريق يجمع بين ركيزتين أساسيتين: حرقة وحب لتراب هذا الوطن، وامتلاك للأدوات التسويقية واللغوية والتقنية لضمان الوصول للشرائح المستهدفة. غير هذا هو إضاعة للجهد والوقت والمال.

21أغسطس 2017

(تنسي)


سيتكرر بعد 500عام!

الكسوف الكامل هنا