شاهر النهاري

الإرهاب ومدن الحضارة والرقي

الاحد - 20 أغسطس 2017

Sun - 20 Aug 2017

دول أوروبا كغيرها من دول العالم أصبحت تعاني من الإرهاب كثيرا، وبشكل مقلق لشعوبها، وحكوماتها، التي بادرت بفرض الكثير من القوانين المستحدثة، وتضييق الخناق على المهاجرين، والبدء في تشييد العراقيل والصبات الخرسانية حول المناطق السياحية، والساحات، والشوارع، التي كانت عناوين للجمال، والحرية، والإنسانية، المنطلقة على كل أصعدة الانفتاح على الآخر.

الإرهاب لم يعد يحتاج إلى الكثير من الخطط والمصاريف والأدوات، مجرد سيارة مسروقة تكفي لدهس المشاة وإحداث الفاجعة، وقنينة تحتوي على سائل وقود تحرق السكينة، وسكين مطبخ برائحة البصل تفي بالغرض.

الدول الأوروبية مثلها مثل دول عربية، وعالمية فرطت، حتى بلغت ما تبلغه اليوم، من الخوف، والترقب، والدمار.

محصلة ضخمة، فبعد الهجمات الأخيرة على إسبانيا، تكون أوروبا قد فقدت 364 قتيلا، ومئات من الجرحى في سلسلة عمليات إرهابية ضربت مختلف الدول الأوروبية خلال العامين الأخيرين، زيادة على الخسائر المادية الكبيرة، وتدمير كثير من المواقع التاريخية، وتشويه مواطن حضارة وتميز تلك البلدان.

وبعد كل حادثة نسمع عن تبني داعش لتلك الهجمة، فهي تعمل على تجنيد عناصرها سواء كانوا ممن لهم تاريخ قديم مع الإرهاب، أو ممن يتم تجنيدهم حاليا من خلال مواقع الانترنت، والتي ما زالت داعش تديرها، وتغيرها بشكل دوري، كما تقوم باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، للتواصل مع العناصر المتعاطفة معها من الأطفال والشباب، وبالتالي تجنيدهم، وتكليفهم بالمهام، بعد تعليمهم كيفية صنع الأسلحة، أو الحصول عليها من الموجود.

ونعود مجددا إلى أسباب الإرهاب الأساسية:

1. أسباب عقائدية:

فالغالبية العظمى من عناصر الإرهاب يكون لهم علاقة معينة بالإسلام، سواء كانوا ملتزمين عارفين بخفايا الدين، أو ممن يعرفون الإسلام فقط بالشعارات والعناوين العريضة، ويؤمنون بأن الإرهاب حق إلهي مفروض على المسلم، بالتوازي مع عقيدة الولاء والبراء، أو كبديل لفريضة الجهاد.

2. أسباب تربوية ثقافية: ومن ينكر ما يواجهه شبابنا المسلم من تعليم تراثي، ومناهج متشددة تصب في صالح الإرهاب.

3. أسباب اجتماعية: فبعض الشباب يعاني العنصرية، والفوارق الطبقية، أو انعدام الأهمية في بلدانهم، وشعور بالظلم.

4. أسباب اقتصادية: بوجود الفقر، والبطالة، وانعدام الرؤية المستقبلية.

5. أسباب سياسية: أن تجتاح الثورات والحروب والقلاقل أوطانهم، وأن يكونوا مهاجرين لا يتمكنون من الحصول على حقوقهم الإنسانية في دول المهجر.

6. أسباب نفسية: فكثير من مقترفي الإرهاب، مختلون من النواحي النفسية، وتكون علاقاتهم الأسرية والاجتماعية متعسرة متعثرة، وربما يكونون واقعين تحت تخدير بعض غاسلي الأدمغة من رجال الدين، أو تحت تهديد بعض الجماعات الإرهابية، ممن يعرفون كيف يبتزون الضحايا، أو أنه مسيطر عليه بالكامل في عالم المخدرات.

7. أخيرا الدعم السخي من بعض الدول للإرهاب، عن طريق رؤوس الأموال المتوحشة، وتحت غطاء الجمعيات الخيرية، والإنسانية الصورية، كما ثبت للعالم عن حكومة قطر الحاضنة لمعظم المتطرفين.

أوروبا ستفشل كما فشلت قبلها دول عربية، وإسلامية في القضاء على الإرهاب إن نظرت لفروعه وأهملت جذوره.

Shaheralnahari@