أحمد الهلالي

طبلة الخامنئي وخطى تميم!

الاحد - 20 أغسطس 2017

Sun - 20 Aug 2017

حين اتخذت أربع دول عربية قرار (مقاطعة) دولة قطر، كانت تعي فعلا أنها (تقاطع) وتعي جيدا أنها تتخذ خطوات من حقها اتخاذها، وتعي جيدا أن الشعب القطري مكون أساسي من مكونات الشعوب الخليجية والعربية، فمنذ لحظة إعلان قرار المقاطعة، تضمن البيان أسفه للشعب القطري مبينا اضطرار الدول لاتخاذ قرار المقاطعة، بعد أن طفح الكيل من تصرفات الحكومة القطرية التي لونت أسافين الفرقة بالدم، ودقتها في قلب وحدة أبناء الأمة العربية وحكوماتها.

المناورات الحكومية القطرية كلها تفشل وتتحطم على صخرة الحق، فاستقدام بعض القوات والحرس الثوري، لمحاولة إشعار الشعب القطري بعداء الأشقاء وخطرهم عليه باءت بالفشل، وستتورط الحكومة القطرية في اكتظاظ جزيرتها بالعسكريين دون مبرر، ثم تزييف حقيقة المقاطعة المبررة واعتبارها (حصارا) يبوء بالفشل كذلك؛ لأن العقلاء القطريين يعلمون جيدا أن الدول المقاطعة لا تكن لهم ضغينة، ولم تتدخل في السيادة القطرية، ومسؤولو الدول المقاطعة يعلنون عاليا أن مقاطعتهم سلمية، ثم جاءت المناورة التي أحرقت أفواه مراهقي السياسة القطرية بترديد المطالب الإيرانية وإقحام العمرة والحج في (السياسة)، إذ مهدت (خلايا عزمي) بمقاطع فيديو عن منع القطريين من العمرة أو مضايقتهم، لكن الوعي الاجتماعي كشف زيفها وكذبها، ثم إعلان الحكومة للمطالبة بتدويل الحج، فلقي قمع العالم الإسلامي الذي يقدس شعيرته ويحترم سيادة المملكة وجهودها في خدمة المقدسات.

وعلى دمدمة الطبل الإيراني يمشي تميم، فتحاول حكومة قطر اليائسة استغلال ورقة الحج لتجييش المشاعر الإسلامية تجاه السعودية، فأفرطت في الترنح حين منعت مواطنيها والمقيمين من أداء فريضة الحج، فوقف خادم الحرمين الشريفين كعادته سدا منيعا أمام العبث بإعلانه الأبوي، ومشاعره الحقيقية تجاه الشعب القطري، وتجاه ضيوف الرحمن، بفتح المعابر لهم، ونقلهم واستضافتهم على نفقته الخاصة، فلا مجال مطلقا لتسييس الحج، واستخدام الشعيرة المقدسة في النزاعات السياسية.

دأب الحكومة القطرية يفضح المطبخ الذي تطبخ فيه القرارات السياسية القطرية، ويؤكد أن قطر لا تملك ما تدفع به التهم عن سياساتها الخاطئة تجاه جيرانها، ولا منطق في كل تصرفاتها، وتشعر حقيقة أن الشعب القطري لا يرحب بسياساتها الانفصامية عن عمقها الخليجي، ولهذا كله تبدو جل قراراتها موجهة للشعب القطري، في محاولات يائسة لإقناعه بمواقفها، لكن هيهات أن تستطيع هذه الحماقات إقناع العقلاء القطريين؛ لأنهم ببساطة يعلمون من هي السعودية، وما مواقفها تجاه العالم بأسره، وماذا تقدم للمسلمين والعرب، وكيف تسخر كل إمكاناتها لخدمة حجاج بيت الله الحرام، دون التفات ولا نظر لأعراقهم وتوجهاتهم المذهبية أو السياسية، ويعلمون يقينا أن حكومتهم تسير على الإيقاع الإيراني النشاز، ولن يرضوا أن تكون الدوحة العاصمة العربية الخامسة التي يفاخر الفرس باحتلالها.

ahmad_helali@