شاهر النهاري

حظوظ ليبيا من الرعاية القطرية

السبت - 19 أغسطس 2017

Sat - 19 Aug 2017

المؤامرة الحمدية القذافية، المتضحة خيوطها، ومخيط تآمرها على السعودية وحكامها لم تكن إلا مرحلة انتقالية، لاستغلال الغباء القذافي بسيطرة خبث المال القطري المتوحش، فلم تكد تمر عليها سنتان، إلا والقذافي يصرخ كالمجنون: من أنتم؟، ويؤكد: بارك الله فيكم يا إخوتنا في قطر، هذه آخرتها!

حدث ذلك بعد التفاف حية قطر على القذافي، لتقتله كونه مجرد مرحلة، تنوي قطر بعدها استبداله بعناصرها الداعشية، والقاعدية، والإرهابية، والإخوانية، والتي كانت تعمل حثيثا لتسود بهم العالم.

وفي 8 أغسطس 2017، يخرج المتحدث باسم الجيش الليبي العقيد أحمد المسماري على وكالات الإعلام العالمية بأدلة ووثائق بالصوت والصورة، يؤكد فيها تورط دولة قطر رسميا في دعم الجماعات الإرهابية المختلفة على الأرض الليبية منذ سنة 2011، بأهداف شرانية تبدأ بزعزعة الاستقرار في ليبيا وتمر بضرب عملية التحول الديمقراطي فيها، وتبدع في شق الصف، وتأجيج الخلافات من خلال نشر قوات عسكرية قطرية على الأراضي الليبية، مع محاولات للسيطرة على مناطق حيوية، من أبرزها (معتيقة ومصراتة)، إضافة إلى إغراق ليبيا بمليارات الدولارات لإفساد المجتمع الليبي عبر استغلال الظروف الاقتصادية الصعبة لبعض الليبيين، ودعم السجناء السابقين في ليبيا حتى يصبحوا قيادات يأتمرون بأمر قطر.

وقد أعلن أسماء من ظهر على وجه الساحة من المسؤولين القطريين، مثل محمد حمد الهاجري الذي كان القائم بالأعمال بالإنابة في السفارة القطرية بليبيا، وعميد الاستخبارات القطرية سالم علي الجربوعي، الذي كان ملحقا عسكريا لقطر في بعض دول شمال أفريقيا، وأثبت عليه تحويل مبلغ 8 مليارات دولار من البنك القطري التونسي إلى بنك الإسكان بمحافظة تطاوين جنوبي تونس، حيث قام بعد ذلك بتهريبها إلى ليبيا لدعم الجماعات الإرهابية.

وقد أظهرت الفيديوهات طرق دعم حكومة قطر لعدد من المتشددين الليبيين، ممن تولوا مناصب قيادية، مثل المهدي الحاراتي العائد من قيادة جماعة متشددة في سوريا، والقائمة تطول.

وثائق وفيديوهات تثبت ضلوع حكومة قطر بإرسال 8 آلاف مقاتل من ليبيا إلى سوريا قبل العودة بهم إلى ليبيا، حيث تم نقلهم على طائرات قطرية، كما قامت باستقدام عدة خبرات إرهابية من خارج ليبيا، من بينهم أنيس الحوتي الذي كان يقاتل مع مختار بلمختار في الجزائر ضد الحكومة الجزائرية.

كما أثبت العقيد المسماري تورط قطر في سلسلة من الاغتيال، التي طالت جنودا وضباطا وقيادات في الشرطة والجيش الليبي، وكان على رأسهم عبدالفتاح يونس، رئيس أركان الجيش الليبي خلال الثورة، إضافة إلى محاولة اغتيال قائد الجيش الحالي المشير خليفة حفتر في مقر القيادة سابقا بمنطقة الأبيار شرقي بنغازي.

كما أظهر حقيقة تدخل منظمة حماس الفلسطينية في تدريب العناصر المتطرفة الليبية على وسائل التفخيخ والتفجير، وبالإدارة والدعم القطري.

وأخيرا استخدام قطر لمطار (بنينا الدولي)، في مدينة بنغازي لطائراتها، التي تمد الإرهابيين بالأسلحة المتطورة، ومن خلال ما يعرف «بمجلس ثوار بنغازي».

لسنا في الخليج وحدنا من غرر بهم، فالعالم بأسره يثبت أنه كان غافلا عما تمكنت من فعله هذه الحكومة القطرية الغنية الحاقدة المهووسة بالدمار والدم، والكل يشعر بالتفريط متناسيا أن عظيم النار لا تحدث إلا من مستصغر الشرر.