فواز عزيز

استشراف ماضي التعليم

السبت - 19 أغسطس 2017

Sat - 19 Aug 2017

«الواقع الذي نعيشه يستوجب من المؤسسات العلمية التي تعد المعلمين أن يكون لها وقفات تقويمية تسلط الضوء من خلالها على نواتج التعليم ومخرجاته، من حيث الكم والنوع ومدى ملاءمة ذلك لحاجات خطط التنمية بالمملكة».

• هذا الكلام قالته وزارة التعليم حين كانت وزارة المعارف عام 1419 في كتاب بعنوان «مستقبل التعليم في المملكة.. مؤشرات واستشراف»، أصدره مركز التطوير التربوي في الوزارة وبإشراف من وكيل الوزارة آنذاك وطبعته مجلة المعرفة التابعة للوزارة.

• تخيل أن وزارة التعليم كانت تدرك كل مشاكل التعليم وكانت قادرة على استشراف مستقبل التعليم على الورق، لكنها على الواقع لم تفعل شيئا مما كانت تقوله، أو أنها كانت تفعل لكنها فشلت فدفنت المشروع هروبا من عار الفشل..!

• في الكتاب أشارت الوزارة إلى أننا تجاوزنا مرحلة معلم الضرورة، ونحتاج الآن إلى الإعداد الجيد والانتقاء الجيد لمن يصلح لمهنة التعليم، هذا الكلام كان في عام 1419هـ، وبعد نحو عقدين من الزمن نرى ذات الوزارة التي أصبحت تشرف على الجامعات التي هي المؤسسات العلمية لإعداد المعلمين، نرى الوزارة تلجأ إلى معلم الضرورة وسياسة «سد الاحتياج»، على سبيل المثال في ترشيح معلمات التربية الفنية والاقتصاد المنزلي لتدريس التربية البدنية، وأصبحنا نرى الوزارة لا تعرف احتياجها من المعلمين والمعلمات، فتعلن نهاية العام الدراسي عدم حاجتها لتعيينات جديدة، وبعد قرب بداية العام الدراسي الجديد تخرج أخبار عن آلاف الوظائف التعليمية التي سيعلن عنها..!

• جاء في توصيات الدراسة التي قدمها مركز التطوير التربوي في وزارة التعليم قبل نحو 20 عاما أن أهم التوصيات: الأخذ بالأساليب التخطيطية العلمية وعدم ترك الأمور والواقع ليفرض علينا حلولا بردود الفعل..!

• وبعد عقدين من الزمن نجد ذات الوزارة التي كانت تستشرف «مستقبلها» تلجأ إلى ما نهت عنه في «الماضي»، فتكون حلولها ردود فعل..!

• وزارة التعليم

كانت تخطط وتستشرف المستقبل منذ أن كانت وزارة للمعارف، والدولة اختارت للوزارة من يمتلك رؤية لإصلاح التعليم وألف في ذلك كتبا، لكن واقع التعليم لم يتغير وبقي كما هو في الماضي.

• وزير التعليم الحالي الدكتور أحمد العيسى قدم قراءة نقدية لأسباب إخفاق النظام التعليمي في المملكة، في كتابه «إصلاح التعليم في السعودية» الصادر عام 2009.

• كان الوزير حاليا والمؤلف سابقا يقول في مقدمة كتابه «ولعلي أهمس لمن أراد أن يجادل في قضية محورية، هي التسليم بضعف النظام التعليمي في المملكة، ويحاول أن يثبت العكس، فأقول: لا تقرأ هذا الكتاب؛ فهو كتاب يؤمن أساسا بهذه الحقيقة»..!

• وهنا يمكن أن نطلب من معالي الوزير أن يعيد قراءة كتابه فيما بقي من الإجازة الدراسية، فيراجع أفكاره السابقة فإن كانت خاطئة فليعلن لنا ذلك لكيلا نعتبر ذاك الكتاب مرجعا لحال التعليم ونؤمن بما آمنا به سابقا، وإن لم تكن كذلك، فليعمل بها..!