وداعا عبدالحسين عبدالرضا

الجمعة - 18 أغسطس 2017

Fri - 18 Aug 2017

مات عبدالحسين عبدالرضا بعد أكثر من خمسين عاما قضاها في الفن والمسرح، مات وترك لنا الذكرى الجميلة، ذكريات الطفولة التي لم نكن نعرف منذ صغرنا أن للفن أهدافا ورسالة سامية لهذا العالم حتى كبرنا وشاهدناه بنضوج أكبر وفكر أرقى.

أحببناك حد النشوة والسعادة، وها نحن اليوم نحزن حد الوجع، كنا نعلم بأن الأشياء الجميلة عمرها لا يدوم طويلا، وها نحن اليوم وباكرا وحتى الأبدية كلما رأينا ملامحك أو قرأنا اسمك سينفتح جرح جديد وسيظل ينزف وينزف.

لن ننسى دخولك المسرح حين تنحني أمام الجمهور لتبادلهم الحب بالحب، والوفاء بالوفاء، لترسم في وجوههم الضحكات، ولكن هل كنت تعرف بأنك ستسبب لنا دموعا ونحيبا جماعيا في يوم رحيلك!؟

ليس لنا إلا تعزية أنفسنا بأنفسنا، وكما يقال «بعض الناس تدفنهم والبعض لا تليق بهم إلا السماء»، فأنت أحد الذين لا تليق بهم إلا السماء.

لم يكن الحزن مقصورا على دولة الكويت فقط، الحزن والألم اشترك فيهما كل أبناء الخليج الواحد، لأنك كنت الإنسان الذي يحمل كل معاني الإنسانية، وكنت وجه الخليج وصوتهم.

لم نكن نعرف بأنك تهيئ لنا صدمة رحيلك حتى لا تفجعنا وتكون قاسيا علينا حتى في غيابك، كنت تتسلل بالغياب خلسة خشية أن نراك، كنت تودعنا من آخر المشاهد التمثيلية في مسلسل «سيلفي» رمضان الماضي، وأنت تجوب أزقة المستشفى على الكرسي المتحرك وكأنك تقول لن تروني إلا في أرشيف التلفزيون، لن أعود إليكم إلا كذكرى.

يا الله ما هذا الحزن الكبير، وما السر في يوم 11 أغسطس، هذا اليوم الذي خطف منا بعضا ممن نعشقهم، ففي مثل هذا اليوم رحل أعظم من عرفه الفن العربي «طلال مداح»، وكذلك الممثل نور الشريف، وها نحن اليوم تلحقنا فاجعة أبي عدنان الذي كان رمزا للتعايش بين طوائف المجتمع الخليجي.

حينما كنت تصنع الضحكة لنا لم نكن نعلم بأن فصول المأساة داخلك تنتهي بالموت لا بإغلاق الستائر.