هل الأندية الرياضية تستحق التشجيع؟

الجمعة - 18 أغسطس 2017

Fri - 18 Aug 2017

انطلق قبل أيام دوري جميل لكرة القدم، وهو ما يعرف بدوري الأندية الكبار ذات الشعبية الأكبر في المملكة والخليج، وتعد لعبة كرة القدم من أكثر الألعاب شهرة في العالم، وللرياضة أبعاد مختلفة تتعدى الحاجة إلى اللعب فهي تسهم في تحسين الصحة العامة ويتحقق من خلالها الانتماء وتهذيب النفس والتنظيم والتخطيط، ويعد ممارسو الرياضة من أطول الناس أعمارا وأكثرهم إنتاجية، وهو ما لا ينطبق بالضرورة على متابعي الرياضة فقط، ويبدو أن متابعة فعاليات الرياضة وما يرتبط بها من تحليل وأحداث وأخبار شغلت الكثير من الجماهير العريضة عن ممارستها، ولم يكن ضمن فعاليات الأندية إتاحة الفرصة للجمهور لممارسة الرياضة في منشآتها أو تقديم خدمات مجتمعية من أي نوع، وأصبح النادي مقفلة أبوابه عن أفراد المجتمع ومتقوقعا على فئة معينة من منتسبيه، في تجاهل لوظيفة مهمة أوجد النادي من أجلها تتمثل في احتواء الشباب وتطوير قدراتهم وتقديم خدمات نوعية تسهم في نهضة المجتمع والعناية بأفراده، بما يتماشى مع شعار الرياضة للجميع، وما يكتب على لافتات الأندية من أنها رياضية ثقافية اجتماعية، ومن المفترض أن تعمل على بناء الشخصية وتعزيز السلوكيات الإيجابية ومحاربة السلبية منها، ومن أهمها داء التعصب الرياضي الذي أصبح متفشيا في أوساط متابعي الرياضة أكثر من ممارسيها في ظل تقصير الأندية عن أداء مهامها ورسالتها في المجتمع، ويمكن تعريف التعصب بالميل الانفعالي نحو اتجاه أو كيان معين، وغالبا ما يكون مشحونا بانفعالات متطرفة دون أساس منطقي، وهو يختلف عن الانتماء الذي تحضر معه العدالة والقيم الراقية والوعي وتقبل النقد، ويعني الانتساب إلى كيان معين في علاقة إيجابية والتعايش ضمن أطره المختلفة، دون تحقير الكيانات الأخرى. ويعد التعصب سمة سلوكية تظهر حسب اهتمامات الشخص، ومن أهم أسبابه أخطاء التنشئة، وافتقاد تربية الحوار، وغياب الشفافية، وكذلك الاستخدام السلبي لوسائط التواصل مع غياب الضبط المجتمعي، وتقصير مؤسسات رعاية الشباب عن القيام بأدوارها، كما تشير بعض الدراسات إلى أن عدم ممارسة الرياضة والانكفاء على الذات يسببان التعصب، ويعمل الإعلام غير المنضبط على إذكاء نار التعصب الرياضي حين يتم التركيز على السلبيات، واستضافة شخصيات تثير حفيظة المتابعين، والانتقائية والبعد عن الحياد المهني.

ويبدأ علاج التعصب من مؤسسات التربية والمجتمع في اكتشاف المواهب، ورعاية النمو السليم، وتشجيع التعلم الذاتي، وتعليم التفكير المنطقي، وبناء الشخصية الإيجابية، وإتاحة فرص الحوار، وتقديم التغذية الراجعة، وتستطيع الأندية محاربة التعصب من الداخل من خلال ممارسة أدوارها في خدمة المجتمع، والبعد عن الانغلاق والتقوقع على الذات، والعمل على الانخراط في شراكات فاعلة ومثمرة مع الجهات التي تعنى بإعداد وتنمية الإنسان في مجالات الفكر والتربية والصحة، والحياة بشكل عام. كما يجب تفعيل الأنظمة في محاربة التعصب وتجريم من يدعو إليه أو يمارسه إجرائيا بشكل مباشر أو غير مباشر، والعمل على تفعيل البرامج الإرشادية على مستوى الوقاية والإنماء والعلاج.

وقفة: الأندية التي لا تسهم في بناء الإنسان وتنمية المجتمع لا تستحق التشجيع.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال