عبدالغني القش

الحج شعائر وعبادات.. لا تسييس وشعارات!

الجمعة - 18 أغسطس 2017

Fri - 18 Aug 2017

الشعيرة هي ما ندب الشرع إليه، وأمر بالقيام به والجمع شعائر، وقد فرق البعض بين الشعائر والمشاعر فقال إن الشعائر هي العبادات والمشاعر هي أماكن العبادات.

والشعائر الدينية هي مظاهر العبادة وتقاليدها، وممارستها تتمثل في مجموعة من الأفعال لها دلالة رمزية وتؤدى على فترات زمنية محددة أو في مناسبات خاصة.

وشعائر الحج هي أعماله ومناسكه، وقد جعلها الله من تقوى القلوب، يؤديها المسلمون باتباع تام لسيد الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام «خذوا عني مناسككم».

ويشهد العالم أجمع بما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين من عناية فائقة واهتمام متزايد بالحرمين الشريفين وتوفير الخدمات والتسهيلات كافة، لتأمين أقصى درجات الراحة والطمأنينة لقاصديهما والمشاعر المقدسة كافة، ويظهر ذلك لأول وهلة من مظاهر العمارة والصيانة المستمرة على مدار اليوم وبطرق احترافية قل أن يوجد لها نظير.

وهنا دعوة متكررة لإبراز تلك الجهود إعلاميا، ففي الوقت الذي بدأت فيه رئاسة الحرمين وبقوة في إبرازها على كافة الوسائل، ما زالت وزارة الحج والعمرة دون المستوى المأمول إعلاميا.

وكل من يزور بلاد الحرمين الشريفين يبصر بعينيه تلك النهضة العملاقة سواء في مطاراتها أو طرقها، وكل ذلك يصب في خدمة حجيج بيت الله، ويكفي أن قائد هذه البلاد، أيده الله، قد ارتضى لنفسه لقب خادم الحرمين الشريفين بعيدا عن كل ألقاب الدنيا التي تحمل معاني التعظيم والإجلال والتبجيل والتفخيم.

ونجده يكرر دوما أن عز هذه البلاد وسؤددها يكمنان في الحرمين الشريفين، وقد قال بالحرف الواحد «نحن عزنا بالله عز وجل ثم بالحرمين الشريفين» في رسالة للعالم تؤكد مكانة الحرمين العلية ومنزلتهما السنية عند قيادتنا، وقد انعكس ذلك على الشعب فتجده يتنافس في إيجاد المشاريع والجمعيات التي تخدم ضيوف الرحمن، ومن ذلك: جمعية هدية الحاج والمعتمر، وجمعية هدية المدينة للزائرين والحجاج، وغيرها مما اعتنى بالإطعام والسقيا، فضلا عن المؤسسات الرسمية الأهلية كمؤسسة أرباب الطوائف بمكة المكرمة، والمؤسسة الأهلية للأدلاء بالمدينة المنورة.

كل ذلك يعطي صورة واضحة ويقدم أدلة دامغة على ما يتم تقديمه للحجاج والمعتمرين والزوار وإحاطتهم بكافة صنوف العناية وتقديم أقصى درجات الرعاية لهم.

لكن ثمة أصوات نشاز تظهر بين الحين والآخر تدعو لأمور يبدو أنها تحمل في طياتها نوايا حاقدة وقلوبا حانقة، وهي تلك التي تنادي بتسييس الحج بحجج لا يقبلها عقل ولا يستسيغها المنطق، وتنم عن حقد دفين ومكر موغل في الكراهية، وقد عايشنا ذلك العام الماضي عندما رفضت تلك الدولة التوقيع ثم زعمت أنها منعت، وتم تفنيد ذلك الادعاء الباطل، فلم تنبس ببنت شفة،وكانت النتيجة حجا نموذجيا بعيدا عن الحوادث المفتعلة والتجمعات والتظاهرات وغيرها مما يعكر الأجواء.

وفي هذا العام ظهرت المطالبة من ذات الدولة، ولكن على لسان دولة مجاورة - مع بالغ الأسف - وبنفس المحتوى، وقد تم تفنيدها سريعا بعد السماح لجميع المواطنين قطريي الجنسية، الذين يرغبون في الدخول لأداء مناسك الحج من دون التصاريح الالكترونية، وبنقل الحجاج القطريين كافة من مطار الملك فهد الدولي في الدمام ومطار الأحساء الدولي على ضيافة المقام السامي ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة، واستضافتهم بالكامل على نفقته رعاه الله، وكذلك الموافقة على إرسال طائرات خاصة تابعة للخطوط السعودية إلى مطار الدوحة لإركاب كل الحجاج القطريين على نفقته الخاصة لمدينة جدة، واستضافتهم بالكامل على نفقة خادم الحرمين الشريفين.

وفي هذا رد واضح وكشف فاضح لكل تلك المزاعم التي أوردها بعض الحانقين على هذه البلاد، لتضرب هذه البلاد أروع الأمثلة في الصدق والمؤاخاة ونبل المقصد وسمو التعامل مع جميع المسلمين.

[email protected]