أحمد صالح حلبي

مجمع كسوة الكعبة ومتحف الحرمين

الخميس - 17 أغسطس 2017

Thu - 17 Aug 2017

ليس لنا في مكة المكرمة من موقع يحكي تاريخ سنوات وقرون مضت سوى مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة ومتحف الحرمين الشريفين، فبهما تاريخ مضى وأعمال نفذت، لذلك، اعتدت على زيارتهما كلما جاءني ضيف أو زائر، ففيهما مفخرة للمسلمين تحكي جهودا وأعمالا قدمت وما زالت تقدم من قبل حكومة المملكة العربية السعودية لراحة وطمأنينة قاصدي البيت الحرام من معتمرين وحجاج، يفخر بها المسلمون باختلاف أجناسهم ولغاتهم قبل المواطنين السعوديين.

وحينما اصطحب معي زائرا أو ضيفا لمجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة، فإن هدفي ينصب لاطلاعه على الخطوات التي يتم من خلالها صناعة ثوب الكعبة المشرفة وإيضاح ما تبذله حكومة المملكة العربية السعودية من جهود لإخراجه بما يليق به وتعريف الزائر بمراحل حياكة الثوب ومن يقوم بأداء هذا العمل لينقل صورة واقعية عاشها من داخل مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة.

وفي كل زيارة أقوم بها أجد السرور وقد رسم على محيا هؤلاء الزوار، خاصة وهم يشاهدون عملية صناعة الثوب الجديد للمرة الأولى على الطبيعة بعيدا عن الصور الفوتوجرافية أو التلفزيونية، ويزداد سرورهم حينما أرافقهم صوب متحف الحرمين الشريفين الملاصق للمجمع والذي يضم بين جنباته مجموعة كبيرة من القطع الأثرية النادرة والتي تمثل فن العمارة الإسلامية للمسجد الحرام من أعمدة ومنابر كانت موجودة بالحرم المكي الشريف قبل قرون مضت.

وما يلفت النظر ويشد الانتباه أن المسؤولين والعاملين داخل المجمع والمتحف يرون أن في أعمالهم المقدمة شرفا نبيلا فلا يزعجهم سؤال زائر ولا إلحاح سائل ولا تدفق الزوار وكثرتهم، فحرصهم على خروج الزائر بمعلومة مفيدة وانطباع جيد يمثل هدفهم الأسمى.

وبين الاثنين نجد معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس يقف مجندا فكره لتطوير هذين المرفقين ومسخرا إمكانية الرئاسة لتوفير كل الخدمات بهما، باعتبارهما معلمين بارزين يسعى الكثير من المعتمرين والحجاج لزيارتهما، فأصبحا مقصدا هاما للمعتمرين والحجاج يودون زيارتهما.

وأمام هذه الرغبة من الزوار وتدفق الأعداد وتزايدها عاما تلو آخر، فلا يمكننا إلزام الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بتوفير خدمات داخلية بتوسعة صالات العرض بمتحف الحرمين الشريفين وخارجية بتوفير مواقف جيدة للحافلات للقضاء على الازدحام، ونطالبها أيضا بالعمل على إنشاء محلات لبيع المواد الغذائية والهدايا، فمثل هذه الأعمال من مهام ومسؤوليات أمانة العاصمة المقدسة.

لذلك، فإن على الأمانة مسؤولية كبرى بتوفير الخدمات الخارجية لتمكين الزائر من الحصول على ما يحتاج إليه من خدمات بعد أن نال خدماته داخل المجمع والمتحف.

[email protected]