رواشين مباني التاريخية تنشر الحرائق

بعد حريق الثلاثاء: عمدة البلد يفند مزاعم طمع الملاك.. والمدني يرجح تماسا كهربائيا
بعد حريق الثلاثاء: عمدة البلد يفند مزاعم طمع الملاك.. والمدني يرجح تماسا كهربائيا

الأربعاء - 16 أغسطس 2017

Wed - 16 Aug 2017

تتسبب دوما رواشين مباني جدة التاريخية في احتراقها وامتداد ألسنة اللهب لما يجاورها من المباني، بحسب تقارير الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة، فيما كشفت أحدث التحقيقات عن وجود عداد كهربائي تحت رواشين أحد المباني التاريخية ترجح أنه تسبب في تماس كهربائي في حريق مباني جدة التاريخية أمس الأول، الذي أدى لإنهيار ثلاثة مبان بالكامل وتضرر ثلاثة أخرى وفقا لحساب الدفاع المدني على تويتر.

وأوضح المتحدث الرسمي للدفاع المدني بمنطقة مكة العقيد سعيد سرحان لـ «مكة» أن أضرارا تسجل دوما عن حرائق مباني المنطقة التاريخية بجدة، وتتركز في حدوث انهيارات لجزء من المبنى أو انهيار كلي للمبنى، أما بعضها فتحترق رواشينها فقط، والتي تكون في المقدمة عادة، علما بأن الدفاع المدني يواجه صعوبة كبيرة في الوصول إلى المباني في حال وجود حريق بسبب ضيق الطرقات التي من المفترض أن تكون أكبر على الأقل في بعض المداخل، حيث نصل في الغالب لأقرب نقطة وليس للمبنى المحترق نفسه، لكن لدينا إمكانات بالوصول لموقع الحادثة، علما بأن حادثة أمس الأول وصلنا فيها لنقطة قريبة من الموقع بنحو 100 متر.

وأبان أن الحوادث المسجلة في المنطقة التاريخية تكون في المباني ذات الرواشين، أو تصل من الرواشين للأسقف المبنية من الخشب، وإذا وصلت للأسقف بدأت عملية الانهيار كون السقف معتمدا على الخشب في ثباته كونها مباني ليست مسلحة، فيبدأ الانهيار، إضافة إلى أن بعضها تكون النار متشعبة بها فيحصل انهيار كلي للمبنى.

حرائق متعمدة

وأضاف أن جهات معينة تتحمل الأضرار أهمها أمانة جدة والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، علما بأن ما يقال حول افتعال هذه الحرائق للاستفادة من أراضيها ليس جميعه صحيحا، وليست جميع الحرائق عرضية، ولا يمكن أن نقول عن حادث إنه عرضي وهو مفتعل، وإذا قلنا ذلك سيكون الفاعل سعيدا بما وصل إليه ويكرر العملية، كون التحقيقات لم تنجح في الوصول إليه، نافيا تحول بعض هذه المباني لمخازن للألعاب النارية.

شبهة جنائية

وأكد أن الحادث العرضي يكون بعد تحديد نقطة بداية الحريق وأخذ عينات للموقع وأخذ أقوال الشهود وغيرها، ولو كانت هناك شبهة جنائية بـ 10%، يبدأ تدخل الأدلة الجنائية وترفع لهم العينات لتحلل وتأخذ القضية منحى آخر لمجرد الشبهة، وتبعا للقرائن الموجودة إذا جمعت وأثبتت أن بها شبهة، فيتم مشاركة جميع الجهات في الحادث.

بداية الحريق

وأردف سرحان، وصلنا صباح أمس لنقطة بداية الحريق وتحديدها بالضبط، علما بأنه يصعب الوصول لها بهذه السرعة كونها ستة مبان، فيما بدأ الأمر بعد اكتشاف عداد كهربائي في إحدى البنايات تحت الروشان مباشرة، وهنالك احتمالية كبيرة جدا بأن يكون سبب الحريق تماس كهربائي في نفس العداد وصل للروشان، إضافة لأخذ العينات وستثبت نتائج تحليل العينات إن كان سببه الكهرباء أو شيء آخر، علما بأن 99% من احتمالية أسباب الحريق ناجم عن تيار كهربائي.

400 سنة

عمدة جدة التاريخية ملاك باعيسى قال للصحيفة «فقدنا بيت قمصاني الذي يجاوز عمره الـ 400 سنة، حيث تفاقمت المشكلة بعد صعوبة دخول آليات الدفاع المدني للموقع بسبب الصبات الخرسانية التي وضعتها الأمانة وازدحام السيارات بداخل المنطقة، وهو ما تسبب في تأخر وصوله»، كما رفع تقريرا مفصلا لشرطة البلد عن وجود سيارات بشكل عشوائي داخل المنطقة التاريخية ودون ضبط الحركة من خلال بوابات لتقييد الحركة بداخلها، حتى لا تتسبب في كارثة مثلما حدث في حريق الثلاثاء. وتابع، لو كان هنالك تنظيم وخزان الدفاع المدني الذي أنشأ عند البوابة التاريخية منذ سبع سنوات يعمل لخفت الأضرار، بسبب عدم إيصال التيار الكهربائي له منذ 1436، وأصبح الآن موقفا للسيارات وحصل به هبوط عن الأرض.

وأردف للأسف يقال إن السبب في الحرائق عمالة وافدة يقطنون منازل في هذه المنطقة، أو ملاك المنازل طمعا في التعويض أو بناء أبراج حديثة مكانها، فذلك غير صحيح جملة وتفصيلا، لأن العامل الوافد طالما كان نظاميا يحق له السكن في أي مكان، أما ملاك البيوت ففي الأساس إذا انهار المنزل يعاد بناؤه بنفس المواصفات والبلدية هي المسؤولة عن إظهار مثل تلك الشائعات لتبرير مواقفها.

المباني المحترقة:

• بيت السيف

• بيت القمصاني

• بيت القمري

• بيت شحاتة

• بيت عشماوي

• بيت عبدالعال