من خطب الجمعة

الجمعة - 11 أغسطس 2017

Fri - 11 Aug 2017

أساس الدين

«من أعظم مقاصد الحج وأجلها توحيد الله جل جلاله وتقدست أسماؤه، فما رفع هذا البيت العتيق، إلا بالتوحيد، ولأجل التوحيد، ذلك أن التوحيد هو أساس الدين، وبالتوحيد تغفر الخطايا والسيئات، وكما أمر الله تعالى بإخلاص العبادة له وحده، فإنه أمر بالإحسان إلى عباده وتعظيم حرماتهم والقيام بحقوقهم والرحمة والرفق بهم، ففي حجة الوداع، وجه النبي صلى الله عليه وسلم الفاروق بقوله «يا عمر إنك رجل قوي لا تزاحم على الحجر، فتؤذي الضعيف، إن وجدت خلوة فاستلمه، وإلا فاستقبله فهلل وكبر»، وهو توجيه نبوي كريم لعموم المؤمنين بأن يتحلوا بالرفق والرحمة واللين والرأفة، خاصة في مثل هذه المواسم التي يكثر فيها الناس ويحصل فيها الزحام، فلا يكن أحدهم سببا في إلحاق الأذى بإخوانه المسلمين وتحصيل الأجر في النسك

لا يبلغ الكمال، إلا بالرفق واللين لأن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف والحج أياما معدودات، يبدأ فيها بذكر الله وتختتم بذكر الله، فلا مجال فيها لغير ذلك من الشعارات الطائفية والتحزبات السياسية، إنما هو إخلاص وتوحيد وإعلاء لذكر العزيز الحميد، كما أن رعاية الحجاج والمعتمرين والزائرين والقيام على أمنهم وحماية مصالحهم ورعاية شؤونهم وتيسير سبل الخير لهم، خاصة في هذه الأيام المباركة، عمل صالح، اجتمع فيه فضل الزمان والمكان وإذا كان الدال على الخير كفاعله، فكيف بالمعين عليه، والمسهل لأسبابه، فشكر الله لولاة أمر هذه البلاد، ولكل العاملين في خدمة حجاج بيت الله الحرام، ولرجال أمننا وللمرابطين على ثغور بلادنا، لكم منا خالص الدعاء أن يبارك الله في جهودكم ويحفظكم من بين أيديكم ومن خلفكم، فطوبى لكل عين سهرت لأجل راحة ضيوف الرحمن، وطوبى لكل عين باتت تحرس الثغور لحفظ الأمن ورد العدوان، وهنيئا لكم هذه الخيرات والبركات ومبارك عليكم هذه الفضائل والحسنات».

ماهر المعيقلي - الحرم المكي

معيار القمم

«إن الناس باختلاف أجناسهم وألسنتهم وألوانهم وإن كانوا من أب واحد، إلا أنهم معادن يتفاوتون وأنواع يتفاضلون ذلك بأن الأخلاق هي معيار القمم وميزان الأمم»، وننتمي لدين الأخلاق ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم إنما بعث ليتمم مكارم الأخلاق وثلثي مساحة العالم الإسلامي إنما دخل في الإسلام بسبب الأخلاق، وتاج حلل الأخلاق وأجمل المحاسن على الإطلاق خلق الحياء بالاتفاق، فالحياء رأس خلال المكارم ومنبع الأخلاق ومكمن الفضيلة من أتصف به حسن إسلامه وعلت أخلاقه وهجر المعصية خجلا من ربه، إنه خلق رفيع يبعث على فعل كل مليح ويصد عن كل قبيح ويبعد عن فضائح السيئات وقبيح المنكرات، والحياء دليل على كرم السجية وطيب النفس يدفع الوقاحة ويصون العرض ويغرس العفة في النفس هو معدن نفيس

لا تتحلى به إلا النفوس المحمودة وهو حلية الأنبياء وهو شعار الإسلام، والإيمان بضع وسبعون شعبة والحياء شعبة من الإيمان والسر في كون الحياء من الإيمان أن كلا منهما داع إلى الخير مقربا منه صارخا عن الشر مبعدا عنه الحياء باب من أبواب الخير، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قد جمع خصال الأولين والآخرين وتحلى بأبهى حلل الأخلاق».

عبدالله البعيجان- الحرم النبوي