الوظيفة والشهادة

الجمعة - 11 أغسطس 2017

Fri - 11 Aug 2017

يزعجني أن أسمع بعضا من أصدقائي وأقاربي يخبرونني أنه لا توجد لديهم وظائف تقوم على خبراتهم الدراسية. فمنهم من يخبرني بأنه خريج قسم الحاسب الآلي وله خمس أو ست سنوات ولم يحصل على وظيفة تناسب مؤهله الجامعي. ومنهم من يخبرني بأن القسم الفلاني لا يوجد لديه وظائف مستقبلية.

المشكلة عزيزي القارئ ليست في تخصص معين، فمعظم جامعات العالم لديها جميع التخصصات العلمية والأدبية وتخرج المئات بل الآلاف من حملة البكالوريوس. هنا لدي استنتاج بأن الطالب عند تخرجه في مرحلة معينة «فلنفرض شهادة البكالوريوس وذلك بحكم أن جامعاتنا تخرج هذا النوع من الشهادات العلمية» يبحث عن وظيفة معينة ثم بعد ذلك يوظف ما تمت دراسته في بيئة العمل الجديدة.

على سبيل المثال فلنفرض أن متخرجا جديدا في قسم الحاسب الآلي بحث عن وظيفة ولم يحصل إلا على وظيفة استقبال في مستشفى ما. بدوره يسخر هذا الموظف علمه في تطوير عمله، فيبني بعض البرمجيات التي تسهل عمل البيئة الجديدة له، وأيضا يمكنه ذلك من بناء موقع أو تطبيق لمساعدة زوار المستشفى في معرفة الخدمات المقدمة من قبل المستشفى. ويمكنه أيضا أن يطلب من رب العمل أخذ بعض الدورات أو الشهادات لمعرفة كيفية إدارة المستشفيات، وهكذا يمكن للموظف إضافة خبرات مميزة لسيرته الذاتية.

علينا أن نعرف بعض الشهادات التي يمكن أن يحصل عليها طالب العمل خلال مسيرته العملية من الأصغر إلى الأكبر:

أولا: شهادة الدبلوم، وهي أول شهادة يحصل عليها الموظف، وتكون بين سنة إلى سنتين في الأغلب. هذه الشهادة تمكن الحاصل عليها من معرفة الأمور الأساسية في تخصص معين.

ثانيا: شهادة البكالوريوس، وهي ثاني شهادة علمية، وتكون من ثلاث إلى أربع سنوات، وفي بعض التخصصات تصل إلى خمس سنوات. في هذه المرحلة يمكن للحاصل على هذه الشهادة الإلمام التام بقراءة الكتب العلمية بإتقان في تخصصه.

ثالثا: شهادة الماجستير، وهي من أولى الشهادات العليا التي يحصل عليها الدارس في تخصص معين، وتكون بين سنة إلى سنتين. ويكون لدى الحاصل على هذه الشهادة القدرة على إيجاد المقترحات التي تساعد في تطوير بيئة العمل، ويكون كذلك قادرا على فهم وإيجاد حلول للمشكلات التي تتعلق ببيئة العمل.

رابعا: شهادة الدكتوراه، وهي أعلى شهادة في الدراسات العليا، وتكون من ثلاث إلى أربع سنوات، تؤهل الحاصل على هذه الشهادة للعمل الأكاديمي، كما أن الحاصل عليها مؤهل لكتابة الكتب التي يدرسها الدارس في المراحل السابقة.

كما أن هناك شهادات احترافية في كل تخصص يستطيع الموظف تنمية مؤهلاته بها، وهو المطلوب من الموظف للرقي بعمله وبالتالي تعم الفائدة للمنشأة والموظف.

وأخيرا، نستنتج أنه ليس من الضروري للباحث عن العمل أن يكون في صلب تخصصه لمرحلة البكالوريوس، وإنما يوظف مهاراته العلمية لتطوير بيئة عمله، ثم يلتحق بالدورات التي تؤهله لفهم بيئة عمله الجديدة.