أحمد صالح حلبي

مشكلة تصاريح دخول المشاعر المتكررة

الاحد - 06 أغسطس 2017

Sun - 06 Aug 2017

حينما بدأت قيادة قوات أمن الحج قبل سنوات عدة في تطبيق نظام منع دخول السيارات للمشاعر المقدسة اعتبارا من الخامس من ذي الحجة، وذلك للحد من كثرة تواجد السيارات الخاصة، وضعت بدائل مساعدة لتمكين العاملين في خدمات الحجاج من منسوبي القطاعات الحكومية ومؤسسات الطوافة من القيام بواجباتهم عبر تصاريح دخول خاصة، والحصول على هذه التصاريح ليس بالسهل، مما جعلها حديث الحج المتكرر، خاصة حينما نرى بعضا من المركبات التي لا علاقة لها بخدمات الحجاج وقد تصدر مقدمتها تصريح دخول المشاعر المقدسة!

والمشكلة الحقيقية تكمن في استغلال البعض لهذه التصاريح، والسبب في ذلك عائد لقيادة قوات أمن الحج، فهي لم تسع لتقنين التصاريح، فالقائمون على خدمات الحجاج والذين بحاجة ماسة لتصاريح دخول المشاعر المقدسة معروفون، وهم يمثلون مؤسسات الطوافة ومؤسسات وشركات خدمات حجاج الداخل، ومتعهدي تجهيز المخيمات والثلج ومؤسسات وشركات التغذية، وغيرهم ممن ترتبط خدماتهم بحجاج بيت الله الحرام بشكل مباشر، لكن المؤسف أنهم لا يحصلون على التصاريح الكافية.

وأمام عدم حصولهم على العدد الكافي من التصاريح يلجأ بعضهم للبحث عن الأصدقاء لمساعدتهم في الحصول عليها، فيما يلجأ آخرون لشرائها بأي سعر من السوق السوداء التي تنشأ حتى يتمكنوا من إدخال سياراتهم للمشاعر المقدسة وتقديم خدماتهم.

وقد يكون من الممكن إجراء تنسيق مبكر بين وزارة الحج والعمرة وقيادة المرور في الحج لحصر احتياجات مؤسسات الطوافة من التصاريح وفقا لعدد مكاتب الخدمات الميدانية، وسيارات إرشاد الحجاج التائهين وإسعافات نقل المرضى وسيارات الخدمات المساندة، وهي السيارات التي تستخدم في المشاعر المقدسة.

وإن افترضنا أن مؤسسة طوافة عدد مكاتب الخدمة الميدانية بها خمسون مكتبا، فإن ما تحتاجه من تصاريح دخول المشاعر المقدسة يتراوح ما بين 160 ـ 170 تصريحا فقط، منها خمسون تصريحا للعاملين، وخمسون أخرى للموظفين، ومثلها لمتعهدي التغذية والثلج، وعشرة لسيارات إرشاد التائهين وعشرة لسيارات الإسعاف، ولا أعتقد أنها تحتاج لأكثر من هذه، وما ينطبق على مؤسسات الطوافة ينطبق على مؤسسات وشركات خدمات حجاج الداخل.

وإن رغبت قيادة المرور في الحج

الحد من دخول السيارات للمشاعر المقدسة ومنح التصاريح لمستحقيها فعلا، فعليها أن تعمل على وضع ضوابط للحد من تصاريح المجاملات، فمن المؤلم أن يظل الحجاج منتظرين وجبة تغذيتهم التي لم تصل لعدم تمكن السيارة الناقلة من الدخول بسبب عدم وجود تصريح لها، في حين نجد سيارة أخرى يصول صاحبها ويجول داخل المشاعر المقدسة.

وليت قيادة قوات أمن الحج تسعى للعمل على ربط تصريح دخول المشاعر المقدسة برقم السجل المدني لرئيس مكتب الخدمة الميدانية، أو مدير مؤسسة أو شركة حجاج الداخل، ووضع تنظيم لمنح متعهدي تشييد المخيمات والتغذية والثلج تصاريحهم وفقا للعقود الموقعة والمصادق عليها من قبل وزارة الحج والعمرة، وربط تصاريح مؤسسات وشركات التغذية بوزارة التجارة والاستثمار، وربط رقم التصريح برقم اللوحة لمنع تسربها والقضاء على بيعها بالسوق السوداء ووصول التصاريح لمستحقيها فعلا.

[email protected]