فاتن محمد حسين

قطران.. ومحاولة شق الصف الإسلامي في الحج

السبت - 05 أغسطس 2017

Sat - 05 Aug 2017

في مجال الاختصارات العالمية هناك حروف لن تدرك معناها إلا إذا عرفت كلماتها الأساسية وما تعنيه. وربما نضيف -طبقا للتطورات الحديثة- مصطلحا أو اختصارا جديدا وهو (قطران) والذي يعني: (قطر وإيران)، وليس تلك المادة السوداء المستخلصة من البترول الخام.

إن هذا المصطلح الحديث بزغ ربما مع تطابق وجهتي النظر الإيرانية والقطرية في تسييس الحج، حيث أصبحت كلتا الدولتين وجهين لعملة واحدة في اختراق الصف الإسلامي في الحج، فمنذ عقود والدولة الإيرانية تفرض على حجاجها رفع شعارات معادية لأمريكا وإسرائيل وإقامة مظاهرات في الحج، هذا فضلا عما طلبته العام الماضي من حجاجها إقامة شعائر البراءة ودعاء كميل وغيرهما من شعائر الشيعة التي تتطلب تجمعات ومظاهرات تخالف شعائر الحج، ومنعت حجاجها من القدوم للمملكة، وها هو خامنئي هذا العام يطلب من الحجاج الإيرانيين رفع شعارات معادية لأمريكا وإسرائيل في الأراضي المقدسة، مما يعد وسيلة لمخالفة تعاليم الدين الإسلامي، فالله سبحانه وتعالى يقول «الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج». (البقرة: 197).

كما أنها بهذا تخالف كل اتفاقيات منظمة التعاون الإسلامي التي تؤكد على أن موسم الحج لإقامة الشعائر الإسلامية، ويمنع رفع أي شعارات سياسية أو مذهبية أو طائفية، ولكن دولة إيران تخالف ذلك كله! وكم حدثت من حوادث مؤسفة جراء المظاهرات ورفع شعارات من حجاج إيران، وهددت أمن الحجيج بإصابات ووفيات مختلفة كما حدث في عام 1986 خاصة، حينما قام المتظاهرون بالتجمعات التي أغلقت الطرقات والشوارع، وانتشرت الفوضى لإظهار الدولة السعودية بعدم القدرة على إدارة الحج، ولكن هيهات، وهو ما حدث أيضا في حادثة التدافع عام 2015 باندساس عناصر من المخابرات الإيرانية والحرس الجمهوري الإيراني وافتعال أزمة التكدس بالذهاب في طرق معاكسة للطرق المخصصة للدخول.

كما أن مطالبة قطر

بتدويل الحج هي رؤية متطابقة للرؤية الإيرانية التي لها أطماع خفية في السيطرة على الحرمين الشريفين، في الوقت الذي تبذل فيه الحكومة السعودية كل إمكاناتها لخدمة الحجاج والمعتمرين، فأعمال التوسعة في الحرمين الشريفين تشهد على جهود ملوك السعودية بلا استثناء في تطويرهما منذ عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وحتى يومنا هذا عهد الملك سلمان -حفظه الله- وهي خير دليل على اهتمامهم بالمقدسات الإسلامية، كما أن لقب خادم الحرمين الشريفين لم يأت من فراغ، بل تأسس على موروث يشهد به العالم الإسلامي.

والدوحة كعادتها تقلب الحقائق وتريد تشويه سمعة السعودية على خلفية المعايير التي وضعتها بشأن الحجاج القطريين، فتدعي أنها تحرم حجاج قطر من أداء المناسك، والحقيقة أنها هي التي تحرم شعبها بتسييسها للشعائر الدينية، فالسعودية ترحب بكل الشعوب الإسلامية، وقطر هي من تسيء للعلاقات بين الأشقاء، وهي التي أدت بتصرفاتها ودعمها للإرهاب إلى منع السفر برا، ومع هذا، فإن المملكة جعلت السفر جوا لأي ناقل أمرا متاحا، ولم تمنع القطريين بتاتا من الوصول إلى مكة والمدينة.

والدوحة هي من أوصل التعقيد في الأمور إلى هذا الحد، بإغلاقها موقع تسجيل الحجاج، ومنعها القطريين من أداء المنسك، وهي بذلك تثبت أنها هي من تفتعل الأزمات بين الأشقاء. تماما كما استغلت إيران سابقا موسم الحج بدعوات لتدويل الأماكن المقدسة من باب التدخل السافر في شؤون الدولة السعودية في إدارة أمور الحرمين الشريفين، ولم يهتم أحد في العالم الإسلامي ولا غيره بهذه الدعوات، فهذا شأن يعود إلى المملكة، وهناك أكثر من مليار مسلم يقبلون ويقرون بالدور السعودي إزاء المقدسات، إضافة إلى أن مكة والمدينة تخضعان لمفهوم السيادة الوطنية فهما جزء من الدولة السعودية.