التدريب التقني والمهني حين يتشرف بصناعة كسوة الكعبة

الجمعة - 04 أغسطس 2017

Fri - 04 Aug 2017

أجمل ما يعتز به الإنسان عندما يحصل على شرف خدمة بيت من بيوت الله فما بالك عندما يشارك ويساهم في بيت الله الحرام، بأن يقوم بنسج وتطريز ثوب الكعبة التي تتجمل به إمام الملايين من قاصديها من شتى أصقاع العالم. إنه شرف لا تساويه كنوز الدنيا.

مؤخرا احتفلت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بتدريب وتأهيل 130 شابا سعوديا للعمل في مجال صناعة كسوة الكعبة المشرفة بمصنع الكسوة والتي تأتى في إطار شراكتها مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وقد تم تدريبهم وتأهيلهم بالمعهد الصناعي الثانوي بمكة المكرمة والذي تخرج منه حتى الآن 30 شابا باشروا عملهم بالمصنع ليحظوا بشرف حياكة الكسوة وتزيينها بالآيات القرآنية وتطريزها بخيوط السلم المطلية بالذهب والفضة.

لعل أهم ما اكتسبه هؤلاء المتدربون علوم وأساسيات الخياطة والتطريز وإجراء الصيانة والتكنولوجيا الرسم والقص والتي تستهدف إلى توظيف أكثر من 100 سعودي.

للعلم فإن تكلفة كسوة الكعبة تبلغ أكثر من 20 مليون ريال وتستهلك نحو 650 كجم تقريبا من الحرير الخام وتتم صباغته باللون الأسود داخل المصنع ويبلغ عدد طاقات القماش المستخدمة فيها أكثر من 45 طاقة تقريبا ويتم تغيير كسوة الكعبة الخارجية كل عام، وتتكون من مواد خام منها الحرير ذو مستوى عال من الجودة، والقطن وأسلاك الذهب والفضة، ويتم تحويل هذه المواد إلى منتج متكامل في حين أن هناك كسوة داخلية للكعبة وتصنع من الحرير المصبوغ باللون الأخضر ومنقوش عليها آيات قرآنية تشابه النقش الموجود على الكسوة الخارجية، علما بأن الكسوة الداخلية للكعبة المصنوعة من الحرير لا تتغير إلا للضرورة بعكس الكسوة الخارجية التي تتغير كل عام.

إن الحكمة من كسوة الكعبة هو إرهاب للأعداء وإظهار لعز الإسلام وأهله، ويكسوها المسلمون تعبدا لله عز وجل وشكرا لله على أن جعلها قبلة نستقبلها وألف بها وبين قلوبنا على اختلاف الديار والأقطار.

نشد على يد محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وجميع المسؤولين لأنهم حظوا بشرف تخريج شباب سعوديين مؤهلين لصناعة كسوة الكعبة والتي يشاهدها أكثر من مليار مسلم من شتى أنحاء العالم، وننتظر المزيد من الأعمال الخيرة لخدمة الحرمين الشريفين بمكة المكرمة والمدينة المنورة.