سنابيون بين صحون أم حسن ودقوس أم حسين

الخميس - 03 أغسطس 2017

Thu - 03 Aug 2017

بسبب حب الشهرة وهوس اكتساب المال، وإن كان ذلك بالاحتيال، يتم شراء متابعين على أية حال، لا مصدر لهم ولا مرجع كان، سواء سندات تحمل أعدادا وبأسعار متفاوتة، تروج لها بعض الجهات، بل إن أغلبهم من شخصيات حرصوا على التستر عبر المنصات بهدف جني الريالات التي تودع بحساباتهم الشخصية البنكية، كمقابل لمنحهم تلك السندات والتي هي بالغالب ما تكون أعدادا وهمية دون أي ضمانات مادية مسترجعة كانت أو تعويضية، وتلك قضية يحتاج المجتمع إلى وقفة للحد من المجني عليهم من قبل الشريحتين، لمحاربة مبدأ العمل باستغلال بيانات شخصية تحت عنوان دعاية تسويقية.

وذلك هوس أكثر من وجود السنابيين، فصغيرنا بات يطمح بأن يكون «سنابي كيوت شهير»، وكبيرنا قلل من هيبته واستخف دمه لجمع المتابعين، وذلك ناتج لما ساهمت به بعض وسائل الإعلام من خلال ما تبثه من تقارير تظهر بها أسعار الإعلانات بحسابات السنابيين، وهو ما ساهم أيضا في ترويج للتطبيق وبطريقة غير مباشرة دون تحديد.

هي قصة طويلة لا يعي نهايتها ولا حتى مخاطرها إلا فئة من المجتمع قليلة، نجدهم بالنصح هم مجتهدون لجميع المنتجين والمستهلكين، وخاصة عندما بدأ السنابيون بالانتشار داخل ساحات المهرجانات وباحات البازارات، وتحديدا ما كان معنيا من فعاليات خاصة بتلك الأسر المنتجات اللواتي لا يفقهن التسويق واستراتيجياته ولا حتى عمليات البيع وأسراره، محتالين عليهن بمقولة (نحن لكم الداعمون ولمنتجاتكن نحن معلنون) مقابل مبلغ مادي زهيد وجهد منا بسيط، فإن صادف ذلك العرض الرافض، تحول ذلك الانتشار إلى ركض بين صحون أم حسن ودقوس أم حسين، حيث يتحول المبلغ المرفوض إلى طعام مشبع ومفروض، فالمثل يقول: عند البطون تضيع العقول، وضياع السنابيين يأتي من خلال ذلك السناب المادح لطعام أم حسن المالح، أو سيكون سنابا قاذفا لدقوس أم حسين اللاذع، مرفقين به بيانات التواصل الشخصية تنوه عن عدم نشرها وزارة الداخلية.

لا علم لنا عن دهاليز تلك السندات الوهمية أو كم بها من خلية تفتك بمن هن للرزق طالبات، وبتوكل على الله هن سائرات، ببلد ينعم الميت بها قبل الحي بالأمان، لعزم وحزم حكامها ودستورهم الرادع عن كل ما يمس بكرامة الإنسان، فلم يطرقن أبواب العمل الحرفي إلا لأسباب منها عدم توفر وظيفة مناسبة أو عدم توفر شهادة علمية، أو للصرف على أيتام أو أبناء وبنات عائل يقضي حكما ما، بل إن بعضهن من الأرامل والمطلقات أو من ذوي الاحتياجات، أو من السجينات اللواتي ترفض عوائلهن استلامهن بعد انقضاء محكومياتهن، لذا كان ولا يزال على المجتمع الإسهام في رفع مستواهن الاقتصادي والاجتماعي من خلال الإقبال على منتجاتهن.

آمل أن يكون مقالي خاليا من أي ملاحظات أو حتى ملابسات، على أن يكون من البداية واضحا، وإن أزعجتكم المقدمات.