أحمد صالح حلبي

يا مؤسسات الطوافة ادعموا الأسر المنتجة

الخميس - 03 أغسطس 2017

Thu - 03 Aug 2017

مع قدوم موسم الحج، وقبل أن تصل قوافل حجاج بيت الله الحرام إلى مكة المكرمة، وتعلن الأجهزة الحكومية ومؤسسات الطوافة انطلاق خططها التشغيلية لموسم الحج، يبدأ الكثير من الحرفيات المكيات والأسر المنتجة في البحث عن وسيلة قوية وفاعلة توصل منتجاتها لصناع القرار بمؤسسات الطوافة لشراء منتجاتهم وتوزيعها على الحجاج، سواء كانت منتجات غذائية أو كمالية كهدايا تقدم لمسؤولي شؤون الحجاج أو هدايا توزع على الحجاج لحظة قدومهم أو أثناء مغادرتهم لمكة المكرمة.

وإن كانت بعض الأسر المنتجة قد استفادت في السابق بترويج منتجاتها خاصة الغذائية منها لمكاتب الخدمات الميدانية، سواء بمكة المكرمة أو المشاعر المقدسة، لكنها صدمت مؤخرا برفض هذه المكاتب التعاقد معها وقبول منتجاتها بعد أن فرضت أنظمة واشتراطات على موردي المواد الغذائية للحجاج، من أبرزها ضرورة حصول المتعهد على تصنيف معتمد من أمانة العاصمة المقدسة، ومثل هذه الأسر لا تملك التصنيف ولا تستطيع الحصول عليه، فتذهب جهودها ومجهوداتها ويضيع عليها موسم الحج الذي تعلق عليه آمالها.

أما الحرفيات والأسر الأخرى اللواتي ينتجن هدايا الحجاج فلسن بأحسن حال من غيرهن، فلا يزلن يعانين وسيظللن يعانين من غياب الدعم والتشجيع ما لم يجدن جهة حكومية تتبناهن، وتعمل على دعمهن وفرض منتجاتهن.

وأذكر أنه قبل نحو عامين صرح أمين عام الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة ـ السابق ـ أن منتجات 50 أسرة منتجة من بين 3 آلاف أسرة بمكة المكرمة، ستشكل نواة لأول مجموعة من المنتجات التي ستركز عليها الغرفة في الإنتاج والتسويق ضمن مشروع «صنع في مكة المكرمة»، من خلال فرز واختيار المنتجات المزمع عرضها في معرض «مكيات» الثاني الذي تنوي الغرفة تنظيمه خلال الفترة المقبلة.

وأشار حينها إلى أن تسويق المنتج المكي عبر بوابة Ali baba سيحقق التواصل مع 27 مليون رجل أعمال في 190 دولة حول العالم، حيث يستخدم الموقع نحو 30 مليون مستخدم، وتعرض فيه 40 فئة من المنتجات بمبيعات تتجاوز قيمتها 420 مليار دولار، وحتى اللحظة لم نر هذه البوابة!

وإن كانت بعض مؤسسات الطوافة قد استفادت من منتجات هذه الأسر سابقا، فإن استمرارية الاستفادة ممكنة، من خلال تنسيق مسبق بين وزارة العمل والتنمية الاجتماعية وأمانة العاصمة المقدسة ووزارة الحج والعمرة، لوضع اشتراطات تتناسب وما تقدمه الحرفيات والأسر المنتجة، والعمل على توفير مساحة جيدة لتكون مقرا لتسويق منتجات الحرفيات والأسر المنتجة، وأن تسعى وزارة الحج والعمرة لحث مؤسسات الطوافة للاستفادة من منتجات الحرفيات والأسر المنتجة فهن أخواتنا وبناتنا وبحاجة إلى دعمنا وتشجيعنا لهن.

ولا بد من العمل على تحديد الجهة المشرفة والمخولة بتمثيل الحرفيات والأسر المنتجة، فتارة نسمع ونقرأ أن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية مسؤولة عن الأسر المنتجة وتعمل على دعمها، وتارة أخرى تأتي الغرفة التجارية الصناعية لتقول إنها المسؤولة، وتارة أخرى نرى جمعية البر الخيرية تتولى دعم هذه الأسر، ولا نعرف تحديدا أي جهة حكومية أو أهلية تقع الأسر المنتجة تحت مظلتها.

والعمل على دعم وتحقيق توجهات مشروع «صنع في مكة» الذي أطلقه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، والذي تبنت جمعية البر الخيرية بمكة المكرمة جزءا منه فيما مضى من خلال تنظيم معرض خاص لحرفيات مكة في سوق الحجاز خلال شهر رمضان المبارك لدعم ورعاية الحرفيات والأسر المنتجة، حيث استأجرت المقر وقامت بتجهيزه بديكور رمضاني حجازي جميل، وذلك بالتعاون مع لجنة خاصة بحرفيات مكة.

وأملنا أن تعاد الخطوة مجددا وتكرر خاصة خلال مواسم الحج والعمرة والإجازات.

[email protected]