مانع اليامي

صديقي نرجس

الخميس - 03 أغسطس 2017

Thu - 03 Aug 2017

لا أدري عن مدى ارتياح صديقي «نرجس» وهو المنشغل جدا بصورته في المرايا لما سيأتي في المقال. عموما صديقي المذكور يعيش لنفسه، فهذا حاله وهذه حالته عند كل من عرفه، ولن يتفاجأ بذلك من يجرهم حظهم العاثر للتعامل معه.

أكثر ما يميزه إشغال الجميع بأدواته التسويقية لمثاليات التعاملات الإنسانية على خط سير الحياة، المثاليات التي لم ولن تسجل عمليا أسرع من انسحابه.

على أية حال الواقع يقول إن «نرجس» من حيث رسم الصور المثالية ليس وحده، ولن يكون، فكثيرون أولئك الذين يودعون في حسابات مواقع التواصل الاجتماعي كثيرا من الحكم والأمثال، أيضا المصطلحات جديدها والقديم، والمثير للدهشة يكمن في جدية محاولات إثبات الانحياز للمثل العليا، لن يخطئهم النظر في المجالس وهم يتحدثون عن المبادئ والقيم التي يبعدون عنها واقعيا عند من يعرفهم، أو من له سابق تجارب أو تعاملات مع أحدهم أو بعضهم.

باختصار، العالم الافتراضي يقول إن نرجس قبيلة تتكاثر مع الأيام، وللمتأمل أن يتعب في رسم خارطة الأسباب، التأمل قد يقود المهتم إلى اتهام المدرسة والبيت، على اعتبار أن القبيلة النرجسية خرجت من رحم الأولى أو الثانية أو نتيجة خصائص مشتركة جامعة، وهناك من يتهم هذه الشريحة بالمرض النفسي.

الحاصل اليوم تخطى الحدود ليس في المزايدات وتنوعها وارتفاع صوت الشيلات أو تصاعد النفاق الاجتماعي فحسب، بل في خداع المجتمع من داخله عبر رسم الصور المثالية في مواقع التواصل من الفيس بوك إلى الواتس اب مرورا بباقي الحزمة.

هنا من يتحدث عن الضمائر الحية وضرورة بقائها على قيد التعاملات في كل صوب لردع الظلم، وهو بحسب واقعه يتحرك سريعا في اتجاه المصالح الخاصة، والتضييق على الناس أحيانا حد الإيذاء، وهناك من يحث على صلة الأرحام وينادي بالاهتمام بالأقارب والبر بهم لتوسيع دوائر الأخوة، مستميتا كما يظهر، وهو في الواقع قليل وصل، لا يحركه ما يمر به أقرب الناس إليه من ضيق أو مرض، ولا تخرجه من واقعه حتى المناسبات والأعياد، وإن سلم من حوله من لسانه وذميم فعله فذلك خير. اليوم مسألة التمييز بين الصادق وعكسه صعبة، والخوف أن يخدعنا البعض في الوطن، فمزيدا من الفطنة.. وبكم يتجدد اللقاء.

[email protected]