عبدالله المزهر

كلية الوتسبة.. المستقبل الواعد!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الخميس - 03 أغسطس 2017

Thu - 03 Aug 2017

أعتقد أن كليات الطب ومؤسسات البحث العلمي التي تهتم بالمرض والدواء أصبحت أشياء لا أهمية لوجودها. والفائدة من دراسة الطب تتلاشى تدريجيا وستصبح قريبا مثل دراسة التاريخ، شيء ممتع لكن لا يستفيد منه أحد ولا يعتبر منه المعتبرون من الجنس البشري أعداء أنفسهم.

وقد أثبتت الدراسات ـ التي تعرفون ـ أن علوم الصحة والطب لم تعد مغرية في ظل وجود تطبيق «الواتس اب» حيث يجد الإنسان دواء لكل شيء وشفاء من كل علة.

جميع الذين من الله عليهم باستخدام هذا التطبيق العجيب تأتيهم يوميا وصفات طبية تعالج كل الأمراض. والطب الواتسابي يختلف عن غيره من فروع الطب الأخرى. ففي الطب العادي التقليدي الذي يعتمد على الأطباء والمستشفيات وبقية هذه المنظومة عديمة الفائدة يوجد دواء لكل مرض، أما في الطب الواتسابي الحديث فالوصفة الواحدة تعالج جميع الأمراض.

فوصفة واحدة تأخذها من بقالة أو محل خضار كفيلة بعلاج الضغط والسكري والفشل الكلوي والسرطانات بأنواعها. أما الكماليات كالأمراض الجلدية أو الأمور التجميلية فعلاجها من نوافل الأمور التي لا تعجز علماء الطب الواتسابي الحديث.

ثم إن أطباء الواتس اب يختلفون عن الأطباء التقليديين فهم يضحون بأنفسهم من أجل البحث العلمي، فكلهم جربوا هذا الدواء على أنفسهم وأزواجهم وخالاتهم وعماتهم، وكلهم دون استثناء شفوا من كل الأمراض، وبنسبة كاملة غير منقوصة، كأنها نسبة القبول في كليات الطب في الجامعات السعودية.

والميزة الأهم لدى هؤلاء هي الثقة المطلقة التي لا يخالجها شك في فعالية أدويتهم، وهي مصدر اطمئنان للمريض بالطبع.

كنت ـ وما زلت ـ أشتكي من حساسية مزمنة في الأنف، أحد هؤلاء أرسل لي وصفة وقال لي بثقة العارفين: إذا لم تشف من هذه الحساسية في خلال ربع ساعة فهذا يعني أنك تكذب وليس لديك حساسية من الأساس.

وعلى أي حال..

أنا من مؤيدي هذا المجال الطبي الواعد وأتمنى من الجامعات استحداث كلية جديدة قد يكون ملائما أن يطلق عليها «كلية الوتسبة» على غرار الصيدلة التي لم تعد مفيدة بما يكفي للإلمام بعلوم الدواء.

agrni@