فواز عزيز

حين يقدم الجمهور دعاية

الأربعاء - 02 أغسطس 2017

Wed - 02 Aug 2017

• نرمي اللوم أحيانا على غيرنا حين يرتكب نفس الخطأ الذي نمارسه، وننسى أنفسنا..!

• لست مع استضافة التافهين حتى لو كانوا مشاهير، وأرفض منحهم قيمة في استضافتهم سواء كانت الاستضافة في تلفزيون أو مهرجان أو ندوة أو أي مكان يحضره جمهور.. وأرفض كذلك تصرفات التجار الذين يستغلون المشاهير التافهين بالترويج لتجارتهم طمعا فقط بالمكسب المادي..!

• لكن كيف نقنع من يستضيفهم بأنه تصرف خاطئ بينما حضورهم يزيد المشاهدة والحضور..؟ نحن جزء من معادلة التغيير..!

• وإذا أردنا أن ننظر إلى الجزء الممتلئ من الكأس، فربما نقول إنه من الإيجابي في استضافة المشاهير التافهين في التلفزيون، أننا نتفق «علانية» على سخافة هؤلاء المشاهير التافهين وسخافة من يتابعهم وأسخف منهم من يروج لهم وينشر مقاطعهم بيننا..!

• إذا كنا كلنا نتقد استضافة برنامج «ترند» على قناة «MBC» لأحد المشاهير الذين لا يملكون أي شيء يستحق المشاهدة والمتابعة، إذا كنا كلنا ننتقد ونرفض هذه الاستضافة، فمن صنع منه مشهورا، ومن يروج لمقاطعه وكأنه يعمل موظف تسويق عنده..؟

• ليست المشكلة الكبرى أن يستضيف «تلفزيون» أحد المشاهير لأنه تافه رغم أن الاستضافة تزيد من جماهيريته، بل المشكلة الكبرى أن هذا التافه يتابعه مئات الآلاف منا قبل استضافته، وهم السبب في استضافته..!

• كنا نقول بأن «التلفزيون»

انتهى عصره ولم يعد مشاهدا، وقضى عليه الإعلام الجديد، لكن حين استضاف «التلفزيون» من لا يستحق المشاهدة غضبنا وروجنا للاستضافة في الإعلام الجديد، ألم نرتكب خطأ في ذلك؟

• ليتنا كما نغضب من قناة تلفزيونية تستضيف من نعتبره تافها، نغضب ممن يتابع هذا التافه منا ويمنحه شهرة أو يروج لمقاطعه التافهة..!

• لا ألوم ذاك التافه الذي أصبح مشهورا بلا أي سبب سوى السخافة؛ فقد وجد عملا ومصدر رزق ممتعا ومسليا ولا يحتاج إلى أي شيء سوى «بطارية إضافية» لكيلا يغيب عن «جمهوره، الذي يتابعه سرا ويشتمه جهرا..!

• لا ينفع أن نشتم ذاك التافه الذي أصبح مشهورا بينما نحن من يزيد شهرته بالمتابعة ونشر مقاطعه، بل حتى بالشتم نزيد جماهيريته..!

• نعم، التغيير بيد المجتمع؛ لذلك ليس الحل فقط في رفض استضافة المشاهير التافهين في التلفزيون، بل لا بد من رفض تصرفاتنا في متابعتهم ونشر مقاطعهم السخيفة فقط من أجل الضحك؛ بينما نحن نقدمهم كقدوات للأجيال..!

fwz14@