شاهر النهاري

هل تنجو قطر بأفعالها؟

الأربعاء - 02 أغسطس 2017

Wed - 02 Aug 2017

سؤال منطقي بدأ يدور على كل الأصعدة، فبعد أن أنهت قطر شهرين من مقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر لها، إلا أنها ما زالت معرضة عن الحلول، ومسارعة للبحث عن الحيل.

قطر أبدعت في التوجه إلى كل الجهات، إلا جهة الحل، وهي التفاهم مع الدول المقاطعة، من خلال الوسيط الكويتي، والتنازل عن عنتها، وتهربها من المسؤولية.

وقد كانت بداية مشوارها مع الحيل، بأن قدم لها وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون، طوق نجاة بتوقيع وثيقة تفاهم معها، على محاربة الإرهاب ومنع تمويله، وكان ذلك في محاولة للتهدئة، بعد وضوح موقف الرئيس الأمريكي ترمب نحو قطر، وعن طلبه منها بالاسم عدة مرات بأن تتوقف عن تمويل الإرهاب، وإيواء عناصره وقاداته، ممن يقطنون الدوحة، ويتحكمون بالقرار فيها.

هذا عين التناقض كما أقرت بذلك لجنة فرعية من الخبراء في مجلس النواب الأمريكي، وحسب وكالات الأنباء مطلع أغسطس2017، بأن الأزمة القطرية الراهنة، مجموعة تناقضات، باعتبار أن السياسات القطرية، حسب بيانهم بيئة متسامحة مع تمويل الإرهاب، وداعم له.

كما أضافت رئيسة اللجنة الجمهورية (ايليانا روس ليتينن)، بأن الدوحة تمول منظمات إرهابية في العالم، فضلا عن العديد من الجماعات المتطرفة في سوريا.

كما نقلت ليتينن عن (كاثرين باور)، المسؤولة السابقة بوزارة الخزانة الأمريكية، أن السعودية والإمارات قد سعتا إلى دفع الدوحة لاتخاذ إجراءات ضد ممولي الإرهاب ولكن ذلك لم يحصل.

وقد أبان (جوناثان شانزر)، نائب رئيس البحوث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، في شهادة مكتوبة للجنة الفرعية، أن قطر دعمت بشكل مفتوح الجماعات الإرهابية، معتبرا أن هذا الدعم يبعث على القلق، خصوصا مع وجود قاعدة أمريكية في قطر، واصفا ذلك التناقض بأنه (مجنون).

ومن جانب آخر، أعرب (ماثيو ليفيت)، من معهد واشنطن، عن قلقه من توفير الدوحة منبرا إعلاميا للمتطرفين يزاولون فيه نشر أيديولوجياتهم المدمرة من خلال قناة الجزيرة.

كل ذلك يحدث بأسباب تناقض الخطاب الحكومي الأمريكي، بينما تجني الدول المقاطعة نتائجه المخيبة للآمال.

ونعود لجدلية هل ستنجو قطر بفعلتها، والذي يتضح بأنها تسعى له حثيثا، فأشغلت لجان حقوق الإنسان بشكاويها، بنية إرغام الدول المقاطعة على الرضوخ لشروطها، وبنفس انعدام الثقة فيها، ونفس غدرها، وتحريضها من خلال إعلام مبني، وموجه بأيدي من قاموا باختطاف القرار القطري، من أيدي الشعب القطري، ومن حكومتهم المخترقة، التي كانت تظن الأمر لعبة تقوم خلالها بتدمير العالم من حولها، لتنجو هي، وتختار لها في الشرق الجديد مكانا، ومكانة وتوقيتا باسم مكة المكرمة.

خلاف عنيف، ونتائجه ستستمر غير مرضية، وغير مضمونة، طالما أن حكومة قطر مستمرة في غيها، ولم يتم كف أيدي أذاها عمن يجاورونها، وطالما أنها ما تزال سوسة في كيان الخليج، تنخر فيه، وتخترق سياساته، وتوطن مكانة أعدائه.

وفي نفس اليوم، أكد وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون، على مواصلة جهود بلاده في حل أزمة قطر، وقال «سنواصل جهودنا لحل أزمة قطر، من خلال وفود سترسل للخليج قريبا»!

فأي حل سيكون إذا لم تتماسك الدول الأربع، وتصر على مبادئها، وبنودها، لتبطل الشر، مهما فاتت حكومة قطر، والتف ذيلها على كل العقوبات.

Shaheralnahari@