عبدالله محمد الشهراني

الطيران الاقتصادي والسياحة الداخلية

الأربعاء - 02 أغسطس 2017

Wed - 02 Aug 2017

لو افترضنا أن مواطنا من سكان منطقة القصيم كان له خيار السفر للسياحة إما إلى الشارقة في رحلة «مباشرة» وبتكلفة 933 ريالا، أو إلى أبها في رحلة «غير مباشرة» بـ 1420 ريالا، فأيهما سوف يختار؟. أو كان من سكان ينبع فهل سوف يختار السفر إلى القاهرة في رحلة «مباشرة» بتكلفة 914 ريالا أو إلى أبها في رحلة «غير مباشرة» بـ 772 ريالا؟. سوف أترك قرار الاختيار لك عزيزي القارئ.

مع دخول مفهوم الطيران الاقتصادي في الخليج أصبح الوصول إلى المناطق السياحية أسهل وأقل كلفة، فلم تعد أسعار التذاكر عائقا بل جعلت الأسعار الجديدة الخيارات السياحية متساوية أمام الجميع. إضافة إلى أن بعض المدن الصغيرة «الطائف، أبها، حائل ... إلخ» أصبحت مرتبطة برحلات مباشرة بالعالم «دبي، إسطنبول، القاهرة ... إلخ». وعنصر جديد جعل السياحة الداخلية على المحك رافعا عنها الحصانة. إنها التقنية «الانترنت والأجهزة الذكية» والتي لم تعد مقتصرة على الشباب بل وفي أيدي كبار السن، لقد وضعت مواقع حجز الفنادق Booking ومثيلاتها السياحة الداخلية في مقارنات قاسية أخرجتها من أول جولة بالضربة القاضية من المنافسة.

كنت قبل أسبوعين في مدينة أبها البهية، قادما من مدينة درجة حرارتها قرابة الخمسين مئوية، كان استقبالها حافلا: 24 درجة مئوية وضباب، ووداعها أجمل 21 مئوية ومطر. شهادتي في عسير وأهلها الكرام مجروحة لكن سأتحدث عنها سياحيا، حقيقة لم أر تجديدا في المرافق السياحية والتي تعود إلى التسعينيات الميلادية، فكيف لا يوجد صراف ATM ولا أجهزة شبكة في منطقة الحبلة داخل وخارج المتنزه. (وكله كوم والأسعار كوم ثاني). «ألف ريال لليلة الواحدة!!» لغرفة مطلة على مواقف السيارات، فندق خمس نجوم كان موظفوه يوما ما من أبناء المنطقة يعكسون بلهجتهم وأخلاقهم فضلا عن احترافيتهم طابع المنطقة وثقافتها، لكن للأسف تم استبدالهم من باب الترشيد!!. أسعار مبالغ فيها ومرافق يغلب عليها طابع الجمود وبرامج مكررة كان من تداعياتها أن 80 مليار ريال سنويا تصرف في السياحة الخارجية!

الأرباح أمر ضروري لاستمرارية المشاريع، وأصحاب الفنادق والمواقع السياحية لديهم تكلفة إنشائية ومصروفات تشغيلية يتوجب عليهم تحصيلها من خلال المبيعات، فلو استبعدنا فكرة الجشع أعتقد أن التكاليف والمصروفات الباهظة انعكست على أسعار الخدمات المقدمة للسائح. لذا أقترح تقديم المزيد من الدعم والتسهيلات للمشاريع السياحية من قبل «الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، إمارات المناطق، البلديات، وجميع الدوائر الحكومية ذات العلاقة». وأقصد بالدعم تقديم كل الخدمات المطلوبة للمنشأة السياحية بأسعار رمزية إن لم تكن بالمجان، وأقصد بالتسهيلات تذليل العقبات البيروقراطية في الإجراءات الرسمية من استخراج رخص وتأشيرات وشهادات.. إلخ. إن جني الأرباح من قبل الجهات الرسمية في بداية المشوار سيحدث ضررا ينتقل من المستثمر إلى السائح (فيهج).

ALSHAHRANI_1400@