عبدالله المزهر

هل تندثر سياحة المراجيح؟!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الأربعاء - 02 أغسطس 2017

Wed - 02 Aug 2017

الجميع تقريبا متفائلون بمشروع البحر الأحمر وغيره من المشاريع التي تصب في ذات الاتجاه، ولذلك فلا ضرر من وجود ثلة من أمثالي أقل تفاؤلا. ربما لخلق نوع من التوازن في سفينة الأحلام.

ولست متشائما تماما، وأحاول تطويع نفسي على الإيمان بأن الغد أفضل. ولكني أعاني من متلازمة «الشوربة والزبادي» التي تعرفونها وتعرفون أعراضها.

المشروع كفكرة مشروع جبار، ورائد وخطوة طال انتظارها، وهذا هو الجزء الخاص بالزبادي في الموضوع. أما الجزء الخاص بالشوربة الحارة فيتعلق بالذاكرة التي تذهب مباشرة عند سماع أخبار مثل هذه المشاريع المبدعة إلى أخبار مشابهة، فتتذكر حدائق الملك عبدالله العالمية، والمدن الصناعية، وبقية الأحلام التي لم تر النور لسبب أو لآخر ولا أظن أحدا من المتشائمين أمثالي يعرف عن تلك الأسباب شيئا.

وأظن أن هذا التشاؤم ليس سيئا بالمطلق، ومع ذلك فإني لا أنصح به، هو مفيد لتقليل كمية الإحباط التي قد يتعرض لها الإنسان عندما لا تحقق الأشياء الجميلة التي كان ينتظرها. يمكن اعتبار التشاؤم «مضاد حيوي» قد يعالج مشكلة ما، ولكن الإكثار منه يقتل المناعة على المدى الطويل.

وبما أن الظن بالظن يذكر فإني أظن أيضا أن مشكلتنا ليست في نوعية المشاريع، ولا في الإبداع في الخيال، ولا في النوايا الطيبة، ولا في الرؤية المكتوبة. مشكلتنا الحقيقية هي في «التنفيذ»، وهذه المشكلة هي السبب الرئيسي في داء التشاؤم. ومشكلة التنفيذ خيمة يستظل تحتها الفساد والأنانية وبقية الأعراض التي لا تجهلونها.

ضوء التفاؤل الذي ينير آخر نفق التشاؤم مصدره أن هذه الحكومة شابة ومرنة ونشطة وترى وتسمع بنفسها وقريبة مما تريد، هذا الأمر هو العكاز الذي سيتوكأ عليه تفاؤلنا حتى تصبح الأحلام واقعا.

وعلى أي حال..

الانتقال من «سياحة» المراجيح ـ التي أصبحت أكثر من عدد المواطنين ـ إلى صناعة السياحة المفيدة للناس وللدولة، والاعتماد على ثروة غير مستغلة في هذه البلاد، وهي ثروة التنوع الجغرافي والثقافي والمعرفي، هو خطوة في الاتجاه الصحيح. نتمنى ألا تتعثر، وأن تسير قدما، وأن تنجح ويستفيد منها جميع السعوديين. وألا تكون حصرا على المترفين الذين يستطيعون أن يسيحوا في أي مكان يريدون على ظهر الأرض وحتى في باطنها.