ما بعد داعش والبغدادي

الثلاثاء - 01 أغسطس 2017

Tue - 01 Aug 2017

أعلنت الحكومة العراقية قبل أيام القضاء على داعش، وتبعها بفترة قصيرة الإعلان عن مقتل قائد التنظيم أبوبكر البغدادي، وفي حقيقة الأمر فإن المنظمات الإرهابية لا تكون نهايتها بهذه الطريقة، وغاية ما تؤدي إليه طريقة الحرب هذه هو انتقال التنظيم إلى مرحلة من مراحل حروب العصابات المتبعة في مثل هذه الحالات.

وتنظيم داعش الآن قد انتقل إلى إحدى مراحل حروب العصابات التي لا يقل خطرها عما كانت عليه مؤخرا، حسبما فرض عليها الواقع، متبعا بذلك الخطط والتعليمات الميدانية التي تساعد المنظمات الإرهابية على التحرك والعمل في قلب الحدث، وتجعلها قادرة على الاجتماع السريع وتكوين الجيوش، وعلى التفريق السريع، وتركيب الخلايا العنقودية على حسب معطيات الحرب.

وشاهدنا في الأسابيع الأخيرة الضربات المتتالية على تنظيم داعش في أماكن محدودة جعلته يضطر إلى تغيير طريقة الحرب والاتجاه إلى:

تكوين الخلايا العنقودية، واندماجها التام داخل الأوساط الاجتماعية، وبدء الأعمال الإرهابية من اغتيالات وتفجيرات. وهي أشبه بالمرحلة التي مر بها التنظيم في وقت زعيمه السابق أبو مصعب الزرقاوي ما بين 2003 - 2007 والتي شهدت ذوبانا كاملا للتنظيم في الأوساط الاجتماعية، ونسبة عالية جدا من الاغتيالات والتفجيرات من داخل الوسط نفسه.

ومن المعلوم أن نتائج الحرب ضد المنظمات الإرهابية تخضع لمهنية واحترافية القائمين عليها حتى يتم القضاء عليها بالكامل، وليس كما نتج عن الحرب ضد الإرهاب في أفغانستان، والتي كانت نتائجها انتشار أكبر للإرهاب ووصوله إلى دول ومناطق لم يكن له فيها قدم من قبل، وكان ذلك بسبب ضعف المهنية في التعامل مع تلك الحرب.