شاهر النهاري

حكومة قطر والهروب الممنهج

الاحد - 30 يوليو 2017

Sun - 30 Jul 2017

منذ شهرين والقضية القطرية تشغل بال الخليج، والعالم العربي، وكثيرا من الدول ذات المصالح في الشرق الأوسط.



وقد توافد عدد كبير من الوسطاء إلى الكويت، وعواصم الدول المقاطعة، وقطر، بمحاولات حثيثة لطمر الخلاف بكل تشوهاته، وبنوايا تختلف في مصداقيتها وعدالتها.

كل ذلك أعطى حكومة قطر الوقت الكافي للالتفاف الممنهج على مسار وتطورات القضية بمعطيات:

1. قطر حكومة ألاعيب باطنية، متمرسة في أمور الخفاء منذ أكثر من عقدين من الزمان.

2. علاقاتها المتناقضة مستمرة مع جميع الدول والكيانات الشاذة على درجة واحدة من الدعم والخداع، فهي أول من يتباكى على القدس، وهي أول من يمد يديها لحكومة العدو الصهيوني.

3. حكومة قطر تقوم بتسخير أموالها ودبلوماسيتها من أجل الهروب إلى الأمام، ولتجنب مواجهة نتائج ما تسببه سياساتها لدول المقاطعة، من دعم للإرهاب، وتدخلات سافرة في الشأن الداخلي.

4. كانت تحركاتها الأولية بعد الأزمة مع دول المقاطعة ترتكز على عدم إعطاء الدول الأربع أي اهتمام، فتملصت وأنكرت وجود تعهدات سابقة منها، لمعرفتها بقدر تورطها الذي يدينها بكل المعاني.

5. التفافها على وزير الخارجية الأمريكي والتوقيع معه على مذكرة تفاهم لمحاربة الإرهاب، متخيلة أن لها اليد العليا، ما جعلها تنادي الدول المتضررة بتوقيع الوثيقة مثلها.

6. محاولاتها الحثيثة لتكثيف الوساطات بينها وبين دول المقاطعة، بواسطة بعض الدول المتعاطفة معها.

7. هروبها الممنهج الجديد من خلال طلب سفيرتها في هيئة الأمم المتحدة لإدخالها في منظومة مواجهة الإرهاب.

8. لم يتبق أمامها حاليا إلا الالتفاف على مجلس الأمن من خلال بعض أعضائه.

9. الدول المقاطعة الأربع تتعامل مع القضية بنزاهة وثقة، وباتفاق على عدم نشر المستمسكات القانونية على الحكومة القطرية، ولكن القضية بذلك تزداد تعقيدا، وبما يهيئ الفرص السانحة للحكومة القطرية للهروب لأبعد من ذلك.



سفير الإمارات العربية يوسف العتيبة، صرح لقناة «PBS» الأمريكية في واشنطن بأن دول المقاطعة لقطر لديها أدلة قاطعة تكفي لإدانة الدوحة بدعمها للميليشيات المسلحة في سوريا وليبيا والصومال، إضافة إلى دعمها تنظيم القاعدة ممثلا في جبهة النصرة في سوريا، واحتضانها لجماعة الإخوان، وحركتي حماس وطالبان، كما حدد أحقية الدول المتضررة بمواصلة مقاطعتها، واتخاذ الإجراءات، التي تحفظ لها حقوقها إن استمرت قطر على عنادها.



كما عقد بالأمس اجتماع وزراء خارجية الدول الأربع، في العاصمة البحرينية المنامة، لبحث تطورات الأزمة القطرية، والتشاور والتنسيق حول جهود وقف دعم قطر للتطرف والإرهاب.



وقد رحبت السعودية والإمارات من خلال مندوبيها الدائمين لهيئة الولايات المتحدة بإنشاء مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وأكدتا دعمهما لمكافحة التطرف واجتثاث الإرهاب.



قطر بدبلوماسيتها المكابرة اللزجة استطاعت الالتفاف حتى الآن على كثير من مناطق الخلاف الجوهرية، وجمعت حولها عددا من المتعاطفين الراغبين في أي حل يسهل لها الهروب بأفعالها، ويبدو أن مجرد المقاطعة لم تعد بالرادع الكافي لمواجهة هروبها.



نقاط جوهرية كثيرة نتوقع أن يكون اجتماع وزراء خارجية الدول المقاطعة في المنامة قد تعامل معها، وما سيتبعه من تحركات دبلوماسية واضحة على كل الأصعدة، لسد الطرق أمام حكومة قطر، ووضعها أمام الأمر الواقع، الذي لا مجال للهروب منه.