رياضة البنات.. لنقيم تجربة البنين أولا

السبت - 29 يوليو 2017

Sat - 29 Jul 2017

من أبسط الحقوق وأصعب القرارات أن تتجه وزارة التعليم في السعودية نحو تطبيق برنامج التربية البدنية والصحية للبنات، فرغم توجه الوزارة منذ سنوات نحو بناء صالات رياضية في مدارس البنات حديثة الإنشاء مما يوحي بأن قرارا كهذا ليس إلا مسألة وقت وسيأتي مثله مثل غيره من المطالبات النسائية، فممارسة التمارين والأنشطة الرياضية حق للطالبة مثل ما هو حق للطالب إذا أخذنا بعين الاعتبار الهدف الأساسي للتعليم «إعداد المواطن الصالح من جميع الجوانب العلمية والثقافية والدينية والصحية» ولكن.. يجب أن تعمل وزارة التعليم قبل تطبيق أي برنامج أو مشروع على تقييم أي تجارب سابقة مشابهة لما سيتم تطبيقه لاحقا لتبدأ من حيث انتهت، ولتتعرف على نقاط القوة والضعف في تجربتها السابقة، وما هي الفرص التي يمكن أن تستفيد منها والتحديات التي تواجهها.

فحصص التربية البدنية في مدارس البنين هي مأساة ومعاناة، فنظامها منذ كنا طلابا حتى آخر حصة بدنية في العام الدراسي الماضي هو « خذوا الكرة وانقسموا فريقين»!! بدون أي نشاطات أو تمارين أو دروس أخرى، لا أنكر هنا أن هناك من المعلمين من يحاول أن يصنع الفارق في حصة البدنية، ولكن الأغلبية من تلك الحصص بلا فائدة بدنية!!

حاولت الوزارة فرض منهج دراسي وطبعت الكتب الخاصة بمقرر للتربية البدنية، وألزمت المعلمين بالتحضير والتقويم المستمر، وفي نهاية العام الدراسي الماضي جعلت فيها الرسوب والنجاح، ولكن « البدنية تساوي كرة قدم» فكرة، والفكرة لا تموت إلا بفكرة أقوى تحل محلها.

الطلاب لا يعرفون ماهي ألعاب القوى، ولا تمارين اللياقة، ولا الغذاء الصحي، ولا عدد لاعبي السلة، ولا قوانين كرة اليد، ولا شروط السباحة، ولا متطلبات الجري والهرولة، كتب عليهم أنه من سيخرج لحصة البدنية سيلعب كرة قدم بلا قوانين أو شروط، ومن ليس له رغبة يجلس على كراسي المتفرجين حتى ينتهي زملاؤه من ممارسة العشوائية، ومن يشاهد أجسام الطلاب خلال الأعوام الماضية يشعر أنهم يدخلون حصص تسمين وليست حصص رياضة وصحة ونشاط.

وقد نشرت صحيفة مكة يوم الثلاثاء 17/10/1438 خبرا عن منظمة الصحة العالمية أن دراسة أجريت على الأطفال في عام 2013 أظهرت انتشارا كبيرا للعادات الغذائية الخاطئة وانخفاض مستوى ممارسة الأنشطة البدنية، حيث أوضحت أن نسبة الذين يعانون من زيادة الوزن في السن المدرسية 23% ونسبة المصابين بالسمنة 9% في السن المدرسية.

كل تلك المشاكل نضعها في كفة، مشاكل المباني المدرسية التي تعيق التعليم المثالي في السعودية، والمباني المستأجرة وغير المؤهلة في كفة أخرى، فالمباني المستأجرة تشكل حجر عثرة في ممارسة الأنشطة لطلاب تلك المدارس، وكثير من المباني الحكومية تخلو من الصالات الرياضية المؤهلة، فكل ما تملكه ساحة واسعة ومرميان! وكذلك فإن تصميم كثير من مدارس البنات الحكومية لم يبق أي مساحة لأي ساحة للتنفس والشمس فكيف بممارسة الرياضة.

رياضة البنين بالتزامن مع إقرار رياضة البنات؛ تحتاج لإعادة نظر وحملة تطوير وبرنامج تحسين شامل وعاجل، يرفع من كفاءة العمل فيها لتحقيق ما ورد في رؤية السعودية 2030 «لا تكتمل سعادة المواطنين دون اكتمال صحتهم البدنية والنفسية والاجتماعية « لتحقيق هدف» ارتفاع نسبة ممارسي الرياضة مرة على الأقل أسبوعيا من 13% إلى 40%».